لا أعرف من أين يحصل الفنان "بانكسى" على مكانته الكبيرة فى نفسى، هل من أعماله الفنية الجميلة، أم بسسب كونه قادرا على إخفاء شخصيته، أو لكونه يستطيع أن يقول للغولة عينك حمرا، أم بسبب فعله للخير، أم بسبب كل ذلك؟
ومؤخرا، يعرض "بانكسى" لوحة له، فى مزاد عالمى، تصور طفلا يمسك فى يده دمية على هيئة ممرضة بوصفها "بطلته الجديدة" ويأمل أن تحقق 3 ملايين جنيه إسترلينى يقدمها لهيئة الخدمات الصحية الوطنية فى بريطانيا.
وفعل الخير شيء طيب يحافظ على توازن المجتمع، ويعمل على نموه، ولذا أفرح حقا عندما يقوم أشخاص بالبحث فى هذه الجوانب ومحاولة تقديم جديد فيها.
لا أحد على وجه التحديد يعرف من هو "بانكسى" وما اسمه الحقيقى، لكن الكشف عن شخصيته يكاد يكون الحدث المكرر طوال الوقت، فصحيفة "ميل أون لاين" عام 2008، ذهبت إلى أن اسمه الحقيقى هو روبن بانكس، وكان يعمل قبلها جزاراً، وآخرون يقولون إن عائلته تجهل أنه يملك وجهاً خفياً بصفته فناناً، ومنهم من يذهب إلى أبعد من ذلك، ليقول إن "بانكسى" ليس إلا مجموعة من الفنانين.
وفى سنة 2016 قام مجموعة من الأكاديميين والباحثين بتتبع أعمال "بانكسى" ومقارنتها للوصول إلى شخصيته الحقيقية، مستخدمين أسلوب البحث عن المجرمين، من خلال تقنية "التشخيص الجغرافى"، التى تستخدم عادةً فى الكشف عن الجرائم، وذلك من خلال البحث ودراسة المواقع، فقد اختار العلماء 140 عملا عائدا لهذا الرسام فى شوارع لندن وبريستول، شكلت مجموعات اتضح أنها ترتبط ببارات وملاعب لكرة القدم وبعناوين منازل سكن فيها الرسام أو زارها مرات كثيرة، وتوصلوا إلى أن "بانكسى" هو روبين كانينهام خريج إحدى المدارس الخاصة فى بريستول.
السياسيون هم أكثر الذين يعانون من "بانكسى" طوال الوقت تخرج علينا أخبار القبض عليه، متلبساً بجريمة التلوين، بعد نصب كمين له أو مراقبة المنطقة التى يرسم فيها، ليتبين بعدها خطأهم، ومن جملة أخطائهم أنهم قبضوا عام 2015 على فنان بجوار جدارية بانكسى، مؤكدين هويته، وذلك بسبب وجود قلم تلوين فى جيب الشاب ريتشارد بفايفر، الذى كان برفقة خطيبته، قبل أن يتبين خطأهم.
المهم أن بانكسى العظيم الذى وقف ضد قهر اللاجئين فى أوروبا ووقف ضد الاحتلال الغاشم فى فلسطين، أتمنى منه أن يعود مرة أخرى لأن العالم فى حاجة إليه، كى يواصل الاستمرار.