رفقاً بالنساء

وبمناسبة الاهتمام غير المسبوق بمكافحة العنف ضد المرأة في كل دول العالم بشكل عام، وبمصر بشكل خاص، والطفرة غير المسبوقة في الاهتمام بالمرأة، ودعمها وتمكينها في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي انتصر للمرأة المصرية، ودعمها بكافة أشكال الدعم، ومكنها كما لم يحدث من قبل بأي عصر مضي منذ آلاف السنين، بعد انتهاء عصر الحضارة المصرية القديمة.. فاليوم تعد المرأة المصرية بأزهي وأنصف عصورها، إذ باتت تتقلد أرفع المناصب وأكثرها حساسية بالبلاد وتغيرت لصالحها و لإنصافها وحفظ كرامتها قوانين وسنت تشريعات. ولكن : سأتوقف معكم أعزائي لنتأمل الصورة قليلاً. فما زالت هناك برغم تلك الطفرة التاريخية بمجال الاهتمام بالمرأة عقبة كبري تحول دون اكتمال المشهد الحضاري الذي كنا نحلم بتحققه و هي ثقافة الشعب و نظرته التي تأبي أن تنصاع لهذا الواقع الجديد الذي قدر و كرم و مكن و حفظ كرامة الست المصرية كما يجب أن يكون . تلك النظرة المنقوصة والمعتقدات الجامدة التي تظهر ما لا تبطن وتخفي ما تخجل أن تفصح عنه من موروثات بالية نتاجاً لثقافات دخيلة ليست منا ولا تليق بنا. فما زالت عمليات العنف ضد المرأة والرغبة بفرض الوصاية المجتمعية عليها و الانتقاص من حريتها و امتهان كرامتها مستمرة برغم هذا الاهتمام و التمكين الذي منحته القيادة السياسية للست المصرية.. وخير دليل علي ذلك قصة ضحية الموروثات والمعتقدات البالية والتي اشتهرت بـ "سيدة السلام". أي نعم: لم يقتصر العنف ضد المرأة علي مجتمعاتنا الشرقية فحسب، بل ما زالت المجتمعات الذكورية بأرقي دول العالم و أكثرها تحضراً تمارس كافة أشكال العنف ضد النساء و خير دليل علي ذلك أيضاً: أحدث قضية قتل لامرأة بإنجلترا علي يد ضابط سابق، وما ذكرته صحيفة "التايمز" في مقال بعنوان "لا، نحن النساء لن نبقى آمنات داخل المنزل"، رأت فيه الكاتبة جانيس تيرنر أن وفاة سارة إيفرارد أطلقت الموجة الثانية من حملة "أنا أيضاً" النسوية. وقالت الكاتبة إن " هناك امرأة بريطانية تقتل على يد رجل كل ثلاثة أيام" في وقت أنه "لن يُنظر إلى القتل المنظم لأي جماعة أخرى على أنه أمر حتمي. لكن جثة المرأة تافهة". وأضافت أن "هناك حاجة إلى فرقة عمل حكومية معنية بالعنف ضد المرأة للإجابة على سبب عدم ملاحقة مرتكبي جرائم الاغتصاب لدرجة أن مفوضة الضحايا دام فيرا بيرد تعتقد أن الاغتصاب لا يُجرم فعليا". فهل ما زلنا نحتاج حقاً إلى يوم عالمي يذكرنا بضرورة الاهتمام يومياً بمكافحة تلك الآفة المجتمعية القاتلة التي تستفحل وتبلغ ذروتها من القسوة في مجتمعاتنا الشرقية العربية وبشكل خاص الإسلامية؟ نحن بحق أمام كارثة دخيلة أتت بها أفكار غريبة علينا ثم تعمقت وترسخت لتصبح مع مرور السنوات حقا مشروعا لكل رجل ضد أي امرأة و بكل الأشكال و تحت أي مسمي من مسميات التسلط و السيطرة التي لا أساس لها ولا وجود في أي شرع ولا دين ولا إنسانية! فإن عدنا بالزمن إلي أصولنا و جذورنا العميقة منذ عهد المصريين القدماء و فتحنا كتب تاريخنا الطويل جداً و بحثنا عن أهمية المرأة و تقديرها و دورها في المجتمع و تقديس الزوج والابن لها سنجد أنفسنا قد سقطنا حقاً من قمة الرقي و التحضر والإنسانية إلى قاع التبجح والتأخر وانعدام الرحمة وتجاهل تعاليم الأديان! فهل لنا من صحوة نستفيق بها من غفلتنا ونعود بها إلي مكانتنا الطبيعية التي يجب أن نكون عليها لننجو بنصف المجتمع و رمانة ميزانه من الضياع في غيابات الجُب، بالعودة تعاليم ديننا الذي أعلي من قيمة المرأة و كرمها و أمر بالإحسان إليها و حفظ حقوقها وكرامتها ومن قبله تراثنا وتاريخنا العظيم الذي تجلت في كل عصوره المرأة المصرية في أبهي صورها.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;