تحولت صفحات السوشيال ميديا فجأة ودون سابق إنذار إلى سرادقات عزاء، والسبب الفيروس المستجد "كوفيد 19"، وبدأت الدوائر القريبة في نطاق الأهل والأصدقاء وزملاء المهنة تتزايد فيها أعداد الإصابات والوفيات بصورة ملحوظة، وقد بات يومياً على قوائمنا أشخاص نعرفهم يعلنون إصابات أو وفيات لذويهم وأقاربهم، وهذا يدعونا إلى المزيد من التفكير والتأمل، خاصة أن الفيروس مازال حراً طليقاً دون رادع سوى المناعة التي لم تعد في أفضل حالاتها.
لست مهتماً بفكرة أعداد موجات كورونا التي انتشرت في مصر أو العالم، الثانية أم الثالثة أو حتى العاشرة، لكن المهم أن الفيروس موجود يأكل ويشرب ويستريح ويصيب ويقتل دون هوادة، وهذه المرة تجلى بقوة عند أهالينا في صعيد مصر، فلا نسأل عن قريب أو صديق إلا وفوجئنا بإصابته بالفيروس، ولعلنى هاتفت منذ قليل أحد أصدقائى الأطباء، الدكتور عماد فاروق، من مركز سمسطا محافظة بنى سويف، وأكد أن الأوضاع بالنسبة لأعداد الإصابات في تزايد وتحتاج من كل مواطن أن يحتاط ويتبع الإجراءات الاحترازية، ولا يفرط فيها، وعلى كل من يعانى نزلات البرد أو ارتفاع الحرارة أن يجلس في المنزل ويعزل نفسه، حتى يتماثل للشفاء.
بالطبع موجة التقلبات الجوية التي نعيشها هذه الأيام وارتفاع الحرارة لنحو 10 درجات دفعة واحدة مصحوبة بعواصف رملية وترابية، ثم يعقب ذلك انخفاض مفاجئ يصل أيضا إلى نحو 10 درجات سوف يزيد من حدة انتشار الفيروس، وتزيد معه أعداد الإصابات بصورة نتمنى أن يقينا الله شرورها، خاصة وأن أعداد كبيرة من المواطنين تصورت أن الأجواء الصيفية جاءت، وبدأوا تخفيف الملابس وكأننا في شهر يوليو أو أغسطس، وهذا بدوره خطر داهم لذلك وجب أن نحذر الجميع من تخفيف الملابس، والاستماع إلى نصائح الأرصاد الجوية في كل ما يتعلق بالطقس وحالة الجو، وكما ذكرت من قبل نزلات البرد وارتفاع درجات الحرارة يجب أن نتعامل معها باعتبارها كورونا إلى أن يثبت العكس.
لقاح كورونا قضية في غاية الأهمية والخطورة، ويجب أن يسارع كل مواطن إلى تسجيل نفسه في موقع الحجز الخاص به، حتى تتمكن الدولة من توفيره بأعداد كمية تقى المواطنين من تأثير الموجات العنيفة الخاصة بصعود الفيروس بين الحين والآخر، وعلى الأطباء أن يقدموا وعى حقيقى حول أهمية هذا اللقاح باعتباره السبيل المتاح للمواجهة مع كوفيد 19، في الظروف الحالية، وأن التطعيم يحمى صاحبه، ويحمى المجتمع ويقلل من فرص انتشار العدوى خلال الوقت الراهن، إلى أن يضعف تأثير الفيروس ويصير موسميا كما الانفلونزا، والأمراض الوبائية المعروفة، التي اعتادت عليها البشرية منذ عشرات السنين.
تبقى النصيحة الأخيرة ضرورة تقليل الزيارات غير الضرورية، والتخفيف من ارتياد الأماكن المزدحمة والمواصلات العامة، والمستشفيات، والأماكن المغلقة، مع الحرص على ارتداء الكمامة واتخاذ كل الإجراءات الاحترازية، على رأسها التباعد الاجتماعى، والمسافات الآمنة، وعدم مخالطة الأغراب، حتى نخرج من هذه المحنة بأقل الخسائر الممكنة.