أبناء هارون الرشيد

لا ينكر عاقل أن "الفتن" لعبت دورا كبيرا فى التاريخ الإنسانى، فقد اعتمد عليها أشرار العالم فى تحقيق مصالحهم، ودفع ثمنها الأبرياء والطيبين، والحضارات أيضا دفعت ثمنا باهظا نتيجة لمثل هذه الفتن. وتاريخنا الإسلامى عرف هذا النوع من الأحداث، فالفتنة الكبرى التى انطلقت فى زمن سيدنا عثمان ابن عفان، لا يصدقها عقل فى الحقيقة ولا نعرف حتى الآن من الذى أطلق الفتنة ومن الذى نفخ فيها وأشعل النار التى أحرقت ما حولها. وفى رأيى كانت هناك فتنة كبرى أخرى وقعت فى عهد الخليفة العباسى هارون الرشيد، وكانت الدولة الإسلامية قد اتسعت لدرجة لا يمكن تخيلها، ولكن بعد موته تصارع ابناه الأمين والمأمون على الحكم. كان الأمين فى الخامسة من عمره، عندما تم اختياره ولى عهد والده هارون الرشيد، والذى استلمَ خلافة المسلمين بناءً على ذلك، وكان المفترض أن يصبح أخاه المأمون هو ولى العهد، لكن الأمين قام بتعيين ابنه موسى وليًا للعهد. أثار هذا الفعل غضب المأمون الذى كان فى هذه الأثناء فى خراسان، فأخذ البيعة من أهل خراسان وجمَع حوله جيشًا عظيمًا، وسار به إلى بغداد فأطلق عليها النار بالمناجيق وخاض معارك شرسة مع أخيه الأمين، وبعد أربع سنوات من الحرب انتصر المأمون على أخيه وقُتلَ الأمين فى هذه الحروب. كان الأمر كارثيا بالفعل، إذا ما نظرت إليه من زاوية "الأخوة"، يقول البسطاء أمثالنا، كيف للسلطة مهما كانت أن تدفع أخ لمحاربة أخيه والسعى فى موته، ويقول التاريخ إن ذلك يحدث كثيرا.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;