ربما يساعد حسام البدرى فى مهمته أن التشكيل الأساسى للمنتخب الوطنى شبه محفوظ وقوامه الرئيسى ثابت وواضح فى أغلب الخطوط، ما يرفع عنه الضغوط ويبعد عنه عناء التفكير فى كيفية سد أى أوجه نقص فى قائمة اللاعبين وارد أن تواجه أى مدير فنى مع أى فريق يتولى قيادته.
ورغم ذلك ننتظر دور البدرى الفنى والتكتيكى بداية من مباراتى كينيا الخميس وجزر القٌمر الإثنين، فى تقديم المستوى المأمول وتطوير الفراعنة بتحقيق نقلة نوعية تبرز إمكانيات الإسكواد المتوفرة بصفوف الفريق القومى، وتساعد على تحقيق نتائج إيجابية تشعرنا بمرحلة جديدة فى مشوار الفراعنة تفض الغبار القائم عن المسيرة الحافلة لأبناء النيل.
المشكلة الوحيدة التى قد تأخذ من تفكير البدرى وتجعله فى حيرة من أمره، تتمثل فى زحمة وسط الملعب والزيادة العددية من اللاعبين فى مركز محور الارتكاز بوجود الرباعى محمد الننى، طارق حامد، عمرو السولية وحمدى فتحي.
حقيقة الرباعى يستحق التواجد فى التشكيلة الأساسية للمنتخب الوطنى!.. لكن البدرى سيكون مجبرا على الاحتفاظ بثنائى على دكة البدلاء فيا ترى من سيكونا؟ .. وأيما كانا الثنائى الذى سيشارك أساسيا سيكون البدرى عرضه للانتقاد حال عدم تقديمهما المستوى المأمول وسنرى تأويلات بأن اللاعب الفلانى – الذى لم يشارك - هو الأحق أن يقود وسط الملعب.. هكذا دائما تسير الجماهير عكس التيار وتربط اختيارات المدرب بمستويات اللاعب.. فإذا ما ظهر اللاعب بمستوى جيد ترى الجميع يشيد باختيار المدرب.. والعكس صحيحا إذا ما لم يقدم اللاعب المستوى المنتظر تجد المدرب هو كبش الفدا ويعاب عليه فى اختياره هذا اللاعب دونما الآخر!.
وإذا كان قوام المنتخب شبه كامل.. لكن ربما لم يلاحظ الكثير أن مركز صانع الألعاب كان يحتاج الدعم فى اختيارات البدرى الأخيرة إذ لا يملك المنتخب فى مباراتى كينيا وجزر القُمر سوى أفشة فقط ولا يوجد بديل مناسب يجيد صناعة الأهداف وتسجيلها وحال حدوث أى ظروف لا قدر الله لأفشة سيضطر البدرى إلى الدفع بلاعب آخر فى غير مركزه ما يؤثر سلبا على طريقة اللعب وطبيعة الأداء.
الهدف الأهم والعامل المحورى بالنسبة لى المرحلة الحالية هو عدم الاكتفاء بوجود مصطفى محمد وحيدا فى هجوم المنتخب، والوصول إلى حالة من التشبع فى الخط الأمامى اعتمادا على المستويات الجيدة التى يقدمها لاعب جالاتا سراى التركى.. هنا يجب التوقف.
لازم أحمد ياسر ريان ياخذ فرصة مع المنتخب دون الاعتماد الكامل على مصطفى محمد بمفرده، عشان يبقى عندنا أكتر مهاجم مميز لأن
سياسة المهاجم الأوحد لا تأتى بثمارها، خاصة مع ضرورة أن يكون اللاعب البديل على نفس مستوى الأساسى وحتى يكون قادرا على سد العجز وقت الاحتياج إليه، وإذا ما كان مصطفى محمد صاحب الترتيب الأول فى خط هجوم المنتخب.. فلا بد أن يكون هناك منافس له يزيد من تحفيزه ويخلق لديه الدوافع لتقديم أفضل مستوياته.. وليس هناك فى الوقت الحالى أفضل من أحمد ريان أن يكون هو المنافس الأول لمصطفى محمد وأفضله عن محمد شريف لإيمانى الكامل أن الدور الأساسى للمهاجم هو التواجد داخل الصندوق وليس لعب دور المحطة والسقوط كثيرا إلى وسط الملعب، وهذا ما يميز ريان عن شريف ويجعله أخطر منه على المرمى.
وسط كل هذه الأمور نترقب اليوم المستوى الذى سيظهر عليه المنتخب الوطنى أمام كينيا، فى ظل متغيرات بارزة طرأت على صفوفها عن المباريات الأخيرة، أقواها وجود النجم العالمى محمد صلاح الذى يعود للفراعنة بعد غياب دام 625 يوما أكثر من سنة وثمانية أشهر، وتحديدا منذ مباراة جنوب أفريقيا فى كأس الأمم بمصر يوم 6 يوليو 2019، فضلا عن ظهور مصطفى محمد كمهاجم أساسى للفراعنة للمرة الأولى فى مسيرته بعد الثقة الكبيرة التى اكتسبها من الجميع فى ظل المردود العالى الذى يقدمه منذ فترة طويلة.. وهى إضافات كفيلة بترجيح كفة أى فريق وتصنع الفارق لصالحه أمام أى منافس، على أمل أن نرى ذلك على أرض الواقع.