رسائل أمنية هامة وجهها اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، خلال كلمته بمجلس وزراء الداخلية العرب المنعقد عبر الدائرة التليفزيونية، لا سيما أثناء حديثه عن الإرهاب وكيفية مواجهته.
وزير الداخلية تحدث عن أن الإرهاب هو الخطر الأول على مقدرات الأمم، خاصة أنه يحاول الاستفادة من التقنيات الحديثة لاستقطاب الشباب عبر الإنترنت يدربهم على استخدام الأسلحة والمتفجرات ونشر الشائعات، ويحرض ضد الدول ومؤسساتها وينفذ هجمات سيبرانية تستهدف البنية التحتية.
والمتابع جيدًا للضربات الأمنية الاستباقية لوزارة الداخلية ضد العناصر الإرهابية، يكتشف أنها نجحت في تحقيق نتائج كبيرة في هذا الأمر، وأسقطت عناصر وخلايا عنقودية كانت تخطط لاستهداف أمن البلاد واستقرارها، من خلال استقطاب الشباب عبر الانترنت تمهيدًا لتجنيدهم.
أتذكر، في مطلع العام الماضي، في شهر يناير، أسقطت الداخلية خلية إرهابية خطيرة، تورطت في أعمال تخريبية، فضلًا عن تخطيطها لإنشاء صفحات إلكترونية مفتوحة على موقع Facebook لاستقطاب الشباب ثم فرز العناصر المتأثرة بكلامهم، وضمهم لمجموعات سرية مغلقة على تطبيق Telegram تمهيدًا لإسناد أعمال إرهابية لها لتنفيذها.
اعترافات العناصر الإرهابية المقبوض عليهم ـ وقتها ـ أكدت ذلك، حيث قال أحدهم:" دورى كان استقطاب الشباب، حيث تلقيت تعليمات بالانضمام لصفحات والعمل على استقطاب الشباب عبر السوشيال ميديا، وترويج شائعات عديدة بزعم سوء الأوضاع الاقتصادية وزيادة عدد حوادث الانتحار، وعدم تمكين الشباب وغيرها من الأمور المغلوطة لاستقطابهم"، فيما قال إرهابي آخر: "صدرت لنا تكليفات بإنشاء صفحات على السوشيال ميديا لاستقطاب الشباب، خاصة الذين يتأثرون بالكلام السلبي عن البلاد، ونعمل على تصنيفهم بعد استقطابهم، فضلاً عن وضعهم على تليجرام".
ورغم الجهود الأمنية الضخمة التي تبذلها الأجهزة الأمنية لمواجهة كافة صور الخروج عن القانون، وضبط العناصر الإرهابية، التي تحاول بين الحين والآخر بث سمومها وشائعاتها على الانترنت، واستقطاب الشباب وصغار السن لمجموعات وصفحات عديدة، إلا أنه يتبقى دور مهم على الأسرة، في مراقبة الصغار، وعدم تركهم فريسة للانترنت، حتى لا يتعرضوا للاستقطاب، وتشويه الأفكار، واستقبال الشائعات على أنها حقيقة.
مراقبة الأبناء، وتصحيح المفاهيم بصورة مستمرة، دور رئيسي يقع على عاتق الأسرة، حتى لا يتم استغلال صغارهم ضد بلادهم، وحتى لا يكونوا أدوات في أيادي أشخاص لا يعرفون قيمة الوطن.