لن ندفن رؤوسنا فى الرمال، ولن نقول سوى ما شاهدناه بأم أعيينا.. حقيقة تأهل منتخب مصر إلى أمم أفريقيا بالكاميرون 2022، وهذا الطبيعى والمعتاد فنحن الفراعنة أصحاب الرقم القياسى فى التأهل للكان 25 مرة.. لكن غير الطبيعى هو الأداء الباهت الذى ظهر عليه فريقنا فى مباراته أمام كينيا صاحب التصنيف 149 على مستوى العالم، ما يعنى وجود فارق كبير فى الإمكانيات والخبرات، وبالتالى ما كان يجوز تقديم هذا المردود السلبى من الجميع جهاز فنى ولاعبين.
الجميع أخطأ.. البدرى لم يقد المباراة بالشكل المطلوب واللاعبون كانوا جميعهم خارج الخدمة باستثناء الشناوى والونش.
كنا نأمل أن نرى المنتخب الوطنى بشكل جديد المرحلة الحالية، ونلحظ تطورا فى طريقة الأداء والمستوى العام، حتى نكون على أهبة الاستعداد لتصفيات كأس العالم 2022 فهذا هو الأهم.. ولكن إذا كان الوضع كذلك فى تصفيات أفريقيا مع منافسين بعيدين تماما عن مستوى المنافسة بحكم تصنيفهم.. فماذا سنفعل إذا ما وجهنا فرقا من التصنيف الأول فى أفريقيا؟.
يبدو للجميع أن المنتخب لم يكن جاهزا على كافة المستويات سواء الذهنية أو الفنية أو البدنية.. الكل كليلة ولم تظهر حسنة فى أى شيء داخل الملعب، بعدما كانت الغلبة لكينيا طوال المباراة وغاب عنا الترابط والانسجام، وظهر التفكك والتباعد بين الخطوط لتظهر فجوات عديدة بين اللاعبين لم يحاول نفر منهم تدراكها أو شحذ همم زملائه ليفعلوا مثله.
مستوى منتخبنا بدا هابطا من بعد الهدف المبكر الذى أحرزناه فى الدقيقة الثانية حتى حالة الطرد لأصحاب الأرض فى الدقيقة 75 ليتسبب هذا النقص العددى فى دفعنا لنكون بمثابة الند للمنافس خلال آخر 15 دقيقة، ولكن على مستوى جزئى من السيطرة فقط دون ترجمة ذلك لخطورة أو أهداف.
حتى التغييرات لم يكن البدرى موفقا فيها ووقع بسببها فى أزمة فنية داخل الملعب، فبعدما سحب طارق حامد تعرض حمدى فتحى للإصابة ليصبح وسط الملعب خاليا من محور ارتكاز دفاعى، وهنا يطل لنا لغز كبير تمثل فى إشراك عمر جابر وتجاهل الننى ليصبح اللاعب المحترف فى أرسنال الإنجليزى صاحب الترتيب الخامس فى مركزه! وهو أمر يمثل علامة استفهام كبيرة ويحتاج توضيحا من الجهاز الفنى، فإذا لم يكن هناك احتياج فنى للاعب فلماذا تم استدعاؤه؟
وبدت التغييرات معاكسة لاحتياجات الفريق داخل الملعب.. والمثل الأكبر على ذلك محمد شريف الذى شارك كجناح وهو المهاجم الصريح، فى الوقت الذى كان يتواجد فيه على الدكة لاعب مثل زيزو يجيد اللعب كجناح ويمكنه تحقيق الإفادة للفريق.
أما عن اللاعبين فقد صدموا جماهيرهم ولم يكونوا عند حسن الظن بهم، وبدا للجميع تكاسلهم وتراخيهم عن بذل الجهد والعرق داخل الملعب، حتى المحترفين وفى مقدمتهم محمد صلاح الذى لم يكن له بصمة واضحة، رغم أن كل الآمال معقودة عليه، وكذلك مصطفى محمد الغائب الحاضر فى المباراة حتى الفرصة السهلة التى واتته أهدرها بغرابة مخالفة لحسه التهديفى العالى الذى أظهره فى الفترة الأخيرة مع ناديه الجديد جالاتا سراى.
وأمام هذا الأداء لن نلتمس الأعذار للمنتخب، حتى وإن كان هناك سوء إعداد للمباريات وغياب التحضير القوى للمنافسات التى يخوضها الفريق، وهو أمر مطلوب تداركه مستقبلا لعل يساعد طول وقت المعسكرات فى زيادة الألفة والانسجام بين اللاعبين خارج الملعب ما قد يأتى بثماره عليهم داخل الملعب.. والمسئول هنا اتحاد الكرة أكثر من الجهاز الفنى للمنتخب.. إذ إن إدارة الجبلاية هى المنوط لها توفير وتهيئة الظروف التى تساعد على النجاح سواء بإقامة معسكرات طويلة مع توفير برامج إعداد قوية وتنظيم مباريات مع منتخبات تصنيف أول من قارات مختلف، حتى تزداد خبرات اللاعبين بالاحتكاك مع مدراس كروية مختلفة حول العالم.