ما بين مدينة "طهطا" بسوهاج و"جسر السويس" بالقاهرة، كانت مشاهد الحزن والحسرة تعتصر قلوب المصريين، بعد حادثين مؤسفين وقعا خلال الساعات الماضية.
لم يتخيل بعض ركاب "قطار الصعيد"، أنهم في الرحلة الأخيرة من العمر، عندما توقف بهم القطار فجأة، ليصطدم به آخر من الخلف، في مشهد حزين، ليتناثر الضحايا هنا وهناك على القضبان، وتفوح رائحة الموت، وتصعد الأرواح لبارئها، تلعن إهمال البعض، وسوء إدارتهم للأمور.
ووسط مشاهد الحزن والألم، كانت مشاهد أكثر تحضرًا سطرها أهالي الصعيد، في التعامل مع الحادث، والاسراع في تقديم يد العون للضحايا، والمساهمة في نقلهم للمستشفيات والتبرع بالدماء وتوفير الأدوية، في مشهد ينم على شهامة أهل الجنوب، بينما كانت احترافية الدولة في التعامل مع الحدث حاضرة، والخروج بالمعلومات والبيانات اللحظية محل تقدير للجميع، مما فوت الفرص على ظهور الشائعات، فضلًا عن التواجد المبكر للمسئولين بين الضحايا، مما "طبطب" على القلوب.
ومن سوهاج لـ"جسر السويس" بالقاهرة، حيث لم تمر ساعات على الحادث الأليم، ليقع حادث آخر لا يقل ألما عما سبقه، بعد انهيار عقار مكون من بدروم و أرضى و 9 طوابق بشارع الثلاجة تقسيم عمر بن الخطاب بجوار محطة مترو عمر بن الخطاب "حى السلام 1"، ليتساقط الضحايا من جديد.
الملفت للانتباه أن العقار المنهار كان به مخزن ومصنع للملابس بالبدروم تم إخلائه وتشميعه، بمعرفة ضباط المرافق التابعين لحى السلام، قبل نحو 20 يوم من الآن، وكان يعمل به على الأقل 90 عاملا ، فضلًا عن تحرير المحضر رقم 4319 جنح السلام أول ضد شخص مقيم شيراتون - القاهرة - لإدارته هو وشخص آخر، المصنع بدون ترخيص وتحويل نشاط البدروم، حيث تم تحرير المحضر وتم إخلاء البدروم من جميع محتويات المصنع وتشميعه.
يبدو، أن البعض يتساهل في كثير من الأمور، غير عابئين بأرواح المواطنين، التي تتساقط بين الحين والآخر، لتبقى المحاسبة ضرورية لكل من يتسبب في حصد أرواح المصريين.