العفو دون قيد أو شرط مقدرة يهبها الله لمن يشاء من عباده المخلصين، فحين يتعرض المرء للظلم والكراهية وتصدير الطاقات السلبية فى عمله، وعدم الاعتراف بما يقدمه من عطاء صادق، وحين يقابل الخير والعطاء بالإنكار ويشعر الإنسان الذى لا تغفو عينيه فى سبيل خدمة من حوله بالحزن والألم والرغبة فى الثأر لكرامته، يتذكر حينها قوله تعالى فى سور آل عمران "وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين، الذين ينفقون فى السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين" صدق الله العظيم.
هذه هى الروح التى بداخلى والتى تدفعنى دوما للاستمرار فى العطاء وعدم الالتفات لهذا الكم الهائل من الحمق البشرى، وأعلم أن بعض النفوس غير السوية ترفض قدر الله وتبحث عن أسباب خارجها لتعوض ضعفها، ولو بحثت بداخلها لربما هداها الله لحلول لم تكن لترد فى الأذهان.
نعم ليتنا نبحث فى ذاتنا عن مصادر قوتنا بدلا من إحباط الآخرين وجرحهم وتعطيل قواهم وعطائهم، فسيظل القادر على العطاء على عطائه وسيظل فقير الروح فقيرا فى حبه للآخرين، ولن تجدى كل هذه الطرق غير السوية فى إحباط من يسيرون على طريق العطاء وسيظل العافون عن الناس على مبادئهم ولن يحيدوا عنها مهما حدث.