فى تحرك قوى لاستعادة الريادة والتميز، تعلن مصر للعالم أجمع أنها العراقة والحضارة والتاريخ مهما كانت التحديات والتغيرات، عبر رسالة قوية للعالم أجمع تظهر فيها قوتها الناعمة، وذلك من خلال الرحلة الذهبية لموكب ملوك مصر القدماء، ليشاهد العالم أجمع من قادة وزعماء ومؤسسات ومنظمات سياحية وأثرية وثقافية عظمة مصر والمصريين، خلال رحلة نقل 22 ملكا وملكة من المتحف المصرى إلى المتحف القومى للحضارة فى مشهد أعد له جيدا، وتبث فعاليات تلك الرحلة أكثر من 400 شاشة تليفزيونية دولية ليقف العالم أمام إبهار مصر الدائم والمستمر عبر الأزمان.
والجميل أن الدولة المصرية خلال السنوات الماضية أدركت أن المتاحف رسالة قوية للعالم تظهر قوة مصر الناعمة، وتعتبر عنصر جذب للسياحة، فأولت اهتماما غير مسبوق بالآثار الفرعونية والقبطية والإسلامية، وعملت على استعادة القاهرة الخديوية، وتطوير عدد من المناطق التى يظهر بها عبق التاريخ، أبرزها "مجرى العيون ومنطقة الفسطاط وبحيرة عين الصيرة، وقلعة صلاح الدين ومنطقة سقارة الأثرية.
لكن يظل اهتمام الدولة المصرية بالمتحف القومى للحضارة هو الأكبر، لإيمانها القوى بأن المتاحف ذاكرة الأمة المصرية لأنها تتفرد دون جميع الأمم بتراثها الأثرى المتنوع عبر جميع الحقب التاريخية الممتدة فى جذور الزمن عبر آلاف السنين، ولهذا بذلت جهودا مضنية في استرداد آثارها المنهوبة بجميع دول العالم، ليتوج ذلك باسترداد آلاف من القطع الأثرية لتعود إلى متاحفها من جديد، تزامنا مع إبهارها للعالم المتواصل من خلال نجاحها فى اكتشافات أثرية ضخمة، والتى كان آخرها الاكتشاف المهم، الذى يضم أكثر من 100 تابوت فى منطقة سقارة، وغيرها من الاكتشافات الأخرى التى دونت فى سجلات الحضارة والتاريخ.
وأخيرا.. نستطيع القول إن مصر الآن فى ظل وجود قيادة سياسية تسعى بكل قوة إلى تعظيم دور المؤسسات الحضارية والأثرية والثقافية لإعادة تشكيل الوعى المصرى، وإعادة صياغة القواعد الحضارية بشكل يواكب العصر، لتستمر فى احتلال صدارة الواجهة العالمية كأداة من أدوات قوتها الناعمة، ولتعيد رسم دوائر اهتمامها لتتطابق مع مصالحها الوطنية العليا.