تدشين المصطلحات المطاطة، وتشويه المفاهيم، وادعاء المعرفة فى كل شئ، من الإبرة للصاروخ، أهم مرتكزات فلاسفة التنظير، فى حواراتهم على مواقع السوشيال ميديا، حيال أى قضية من القضايا، أو حادث يقع، مثلما رأينا فى حادث تصادم قطارى سوهاج، وجنوح السفينة "ايفر جيفن".. ثم فى تعويم السفينة، ذاتها.
فى الواقعتين، حادث القطارين، وجنوح السفينة ثم تعويمها، سمعنا من الطرح، وتشويه صارخ لانساب المفاهيم، ما يزعج الحجر قبل البشر، ورأينا حجم الخيانة الوقحة، وبصخب واعتزاز وفخر، ما لم يسجله أىً من سجلات التاريخ، عبر عصوره المختلفة، فالخيانة كانت حتى الماضى القريب، تعتمد على السرية والتخفى الشديد، واللجوء للشفرات، والحبر السرى، خوفا من اكتشاف أمرهم والقبض عليهم والدفع بهم فى غياهب السجون، والفضيحة المجتمعية، والعار الذى سيلاحق الخونة، وعائلاتهم طول الحياة، ويتداولها جيل بعد جيل، بينما الخونة الآن، يتفاخرون بخيانتهم، واعتبارها عملا ثوريا لا يشق له غبار..!!
فلاسفة التنظير، وخبراء القلوووظ، بجانب الجماعات والتنظيمات الإرهابية، ومرضى التثوراللاإرادى، يروجون، لأكاذيب فجة، حول الانجازات التى تصل لمرتبة المعجزات، للنظام السياسى الحالى، من عينة الاهتمام بـ"الحجر على حساب البشر".. دون الوضع فى الاعتبار، أن الحجر، خُلق لخدمة البشر، ولولا "الحجر" فإن المصريين القدماء "الفراعنة" ما شيدوا حضارتهم العظيمة، ومع ذلك نطرح الأسئلة الجوهرية التالية على هؤلاء:
هل اعادة الأمن والاستقرار بعد حالة من الفوضى العارمة استمرت ثلاث سنوات كاملة، ليس اهتماما بـ"البشر"..؟!
هل حل أزمة الكهرباء، وهو المرفق الذى وصل لحالة الانهيار فى ظل حكم الجماعة الإرهابيـة، إذا ما وضعنا فى الاعتبار، أن الكهرباء، قطاع يلعب الدور الحيوى لحياة "البشر".. ليس اهتماما بـ"البشر"..؟!
هل حل أزمة الغذاء، خاصة الازمات المتفاقمة لاختفاء الطماطم والبطاطس، بجانب الأسماك، واللحوم، والسكر، وخلافه من خلال زراعة الصوبا وزيادة الرقعة الزراعية، فتوفرت الخضروات بكل أنواعها، وتراجع أسعارها، كما توافرت الأسماك، والدواجن واللحوم، وبأسعار رخيصة ليس اهتماما بـ"البشر"..؟!
هل القضاء على العشوائيات، وانتشال الناس من الاقامة فى المقابر بجوار الموتى، ونقلهم إلى أماكن أدمية، تماثل "الكمبوندات" فى الشيخ زايد والتجمع، ليس اهتماما بـ"البشر"..؟!
هل القضاء على فيروس "سى" الذى كان ينهش فى أكباد المصريين، ليس اهتماما بـ"البشر"..؟!
هل عشرات المبادرات الصحية، لمكافحة الأمراض المزمنة والخطيرة، والقضاء على قوائم الانتظار بالمستشفيات، ليس اهتماما بـ"البشر"..؟!
هل اخراج الغارمات والغارمين من غياهب السجون، بعد تسديد ديونهم، ليس اهتماما بـ"البشر"..؟!
هل انشاء مدينة كبيرة، فى صناعة الدواء، لتوفيره للمصريين، وبجودة عالية، ليس اهتماما بـ"البشر"..؟!
هل مبادرة حياة كريمة، والتي صارت نموذجا جوهريا في التكافل الاجتماعى، والقضاء على حالة العوز لألاف الأسر المحتاجة، ليس اهتماما بـ"البشر"..؟!
هل تأسيس مدن متكاملة، رياضية وثقافية وفنية، في العاصمة الإدارية الجديدة، ليس اهتماما بـ"البشر"..؟!
هذه بعضا من إنجازات، تمس حياة الناس بالدرجة الأولى، من بين مئات المشاريع القومية الكبرى، وفى تقديرى أن ما يحدث في مصر منذ عام 2014 وحتى كتابة هذه السطور، من إنجازات تندرج تحت خانة المعجزات، ما يتجاوز مئات أضعاف ما تحقق طوال أكثر من 50 سنة سابقة، وأن الإنجازات تحققت فى كافة المجالات، ولم تكن مقصورة فقط على مجال بعينه، ومن بين أبرز الإنجازات العبقرية، التى سيسطرها التاريخ للنظام الحالى، بأحرف من نور، تغيير ثقافة «الاستيراد» لكل شىء إلى ثقافة التصدير والإنتاج، وهناك فارق شاسع، بنفس اتساع المسافة بين السماء والأرض، بين ثقافة الاستهلاك والاستيراد لكل شىء، وبين ثقافة الإنتاج والتصدير، والقدرة على أن تأكل مما صنعت أيديك، وتقتحم أسواقا خارجية لجلب العملات الصعبة.
القيادة والزعامة ليست الجلوس أمام كاميرات القنوات الفضائية والصحف، تتحدث عن شعارات شبيهة بالسراب، وترديد خطابات متشنجة، وتدعو للعيش والكرامة، دون تقديم حيثيات لهذه الدعوات، وإنما القيادة، القدرة على اتخاذ قرارات خطيرة، ومواجهات حاسمة لأعتى المشاكل لحلها، وتحقيق إنجازات لا يمكن لعين عدو قبل الصديق أن تخطئها، وتقف أمامها بإعجاب شديد!!