قطاع التأمين والثقافة الغائبة

التأمين أحد أهم القطاعات الواعدة فى مصر، فالبلد التي يتجاوز عدد سكانها الـ 100 مليون نسمة، تحتاج إلى ثقافة تأمين قوية وفعالة، فمازال البعض يربط بين التأمين والأراء الفقهية غير الصحيحة، بينما البعض الآخر أنه ليس فأل خير، وأن توقيع وثيقة تأمينية مؤشر لاقتراب نهايته، إلا أن الواقع يقول إننا نحتاج الوعى التأمينى، وعلينا أن نشجعه ونقدم المعلومات الصحيحة حوله، وأهميته في تحقيق التكافل الاجتماعى. ثقافة التأمين بكل أنواعه تحتاج إلى جهد كبير في مصر، فهذه الصناعة قد يكون رأس مالها مئات المليارات إذا تم التعامل معها بالصورة السليمة، فالمواطن الذى يتوقف عند حدود التأمين الطبي أو التأمين الإجباري على السيارة، عليه أن يفكر في أوجه التأمين المختلفة، وعليه أن يبحث عن موارد ومصادر دخل تكفيه الحاجة بعد الخروج إلى سن المعاش، خاصة أن هناك فئات تشكو ضيق الحال في هذه السن الحرجة، التي غالباً ما تحتاج إلى إلى رعاية واهتمام وتزيد فيها النفقات. الادخار فكرة غائبة عن تفكير المصريين دائماً، مع العلم أن البلاد النامية والأسواق الناشئة يجب أن يكون فيها الادخار فريضة، تكفل صاحبها الحاجة والعوز وتحميه من تغير الظروف والأحداث، لذلك أتصور أن قطاع التأمين مجال واعد للادخار حتى ولو كانت المبالغ المدخرة فيه بسيطة، وهذه ميزة نسبية في بعض الأحوال، خاصة أن المدخر أو صاحب وثيقة التأمين لا يشعر بعبء دفع الأقساط الشهرية أو السنوية حسب طبيعة الاتفاق، ثم يجد مبلغ مالى معتبر في نهاية المدة. يجب أن تسعى شركات التأمين لطرح برامج جادة، تحمل ميزات وحوافز للعملاء، تشجعهم على الاستثمار في هذا القطاع، الذى يعتبر الأقل مخاطر بين الأدوات الاستثمارية المتاحة، كما يجب أن تكون مستويات المصداقية والثقة فيه جيدة، حتى يُقبل المواطنون على شراء وثائق التأمين. المشكلة لدى بعض شركات التأمين أنها تخطط للوصول إلى العميل، ثم ما إن وصلت إليه ووقعت معه الوثيقة، تتجاهله تماماً ولا تقدم له الخدمة التي يحتاجها، لا ترسل كشف الحساب المتفق عليه، لا تحاول جذبه لعروض أخرى، لا تحاول تقديم خدمات جديدة أو مميزة، وهذا خطأ كبير، خاصة أن قطاع التأمين يعتمد في تسويقه على فكرة الاتصال الشخصى والإقناع المباشر، فالعملاء الحاليين هم من يجذبون العملاء المحتملين، لذلك فالتجربة الخاصة بالتعامل معهم والخدمات المقدمة لهم ستتكون على أساسها الصورة الذهنية للشركة أو المؤسسة التي تعمل بمجال التأمين. التأمين فكرة مهمة لكل مواطن، ويجب العمل عليها ودراستها بصورة كافية، وعلينا ألا نكتفي بالتأمينات الاجتماعية فقط، بل يجب تنويع مسار التأمين بصورة تكفل الحياة الكريمة للمواطنين وأسرهم بعد المعاش أو حال تعرضهم لمخاطر العمل أو في مواجهة العجز والمرض وعدم القدرة على الكسب أو حتى تغير الظروف وندرة الفرص.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;