عادة تترك الأفكار الجيدة أثرا جيدا، لذا بعدما شهدنا جميعا الإبداع التام فى حفل المومياوات الملكية والاحتفاء بحضارتنا القديمة واللغة المصرية القديمة، فإن اتخاذ قرار تعليم لغة الحضارة القديمة فى المدارس كان أمرأ متوقعا.
وفى البداية نقول إن بعضنا يقول من باب الخطأ اللغة الهيروغليفية وذلك غير صحيح، فالهيروغليفية خط كتابة، أما اللغة فهى المصرية القديمة، وهى جزء من تراثنا وتستحق إلقاء الضوء عليها وتعلمها، ولو استطعنا إحياءها أيضا فغن ذلك لمن عزم الأمور التى تستحق الجهد.
وبالتالى ليس هناك ما يمنع أن يتعلم التلاميذ ضمن أساسيات ما يتعلمونه في المناهج اللغة القديمة وتراثها وكل ما يحيط بها، وذلك كما قلنا لأنه جزء من تراثهم وخصوصيتهم.
ولكن هذا الأمر يحتاج درجة من الضبط، وأول هذه الضوابط أن الذى يقوم بهذا الأمر يجب أن يكون متخصصا بالفعل، أى أنه خريج آثار مصرية قديمة، لا أن تضاف الحصة إلى مدرس التاريخ فهما أمران مختلفان وإن تقاربا.
والأمر الثانى وهو الأصعب أن يكون الشخص الذى يدرس اللغة والحضارة مقدرا بالفعل لقيمة الحضارة المصرية القديمة ولدورها، وألا يكون ممن ابتلاهم الله سبحانه وتعالى بسهولة التحريم والتجريم، فبدلا أن يعرف الأطفال بتاريخ بلدهم وسيرة أجدادهم سيجعلهم يكرهون حتى أنفسهم.
ما أريد قوله إن هذا القرار ليس سهلا وليس احتفائيا إنه على الرغم من أهميته أمر خطير، لأنه سيعيد تشكيل وعى الأطفال الجدد الذين سيكبرون وهم أكثر تفتحا على حضارتهم وتاريخهم.