نعرف أن "بسم الله الرحمن الرحيم" هى فاتحة القرآن الكريم، وهى بالتالى فاتحة كل شىء طيب، هى معنى البداية المصحوبة باسم الله الأعظم، ومصحوبة أيضا بمعانى الرحمة.
وهذا الكلام يراه القدماء فيذهبون إلى أن هناك محذوفا فى جملة "بسم الله الرحمن الرحيم"، هذا المحذوف تقديره "أبتدئ"، أى أننى الآن وأنا أستعد لفعل ما فإننى أبتدأه باسم الله الرحمن الرحيم.
نعم، هذه الجملة نستهل بها يومنا، ونبدأ بها أعمالنا، بل حتى أننا نقولها فى كل كبيرة وصغيرة، وهى أمر حسن، تعنى أن الإنسان ليس وحده فى أمور حياته، بل هو يستعين بالله سبحانه وتعالى، هذه الاستعانة تعنى الحاجة إلى السند، وأن الإنسان لن يواجه أموره وحيدا فهو أقل وأضعف من ذلك.
و"الله" فى الجملة اسم يدل على الطمأنينة المطلقة، فهو يبث فى الروح معانى الثقة، التى يحتاجها الإنسان كى يتحرك فى المستقبل غير الواضح، حيث يحتاج أن يشعر بمعانى الإيمان فى قلبه.
أما الرحمن، فهو يقول لك إن الرحمة يجب أن تكون صفة أساسية فى كل ما تفكر فيه، وأنت تجرى فى هذه الدنيا الواسعة، التى ربما تجعلك الأعلى فى دائرتك أو الأقل فيها، لا فارق، ففى الحاليتن عليك أن تتذكر أن الله العظيم الذى من أسمائه الرحمة.
هذه الرحمة قد تكون بمعنى أن نرحم أنفسنا، فلا نقسو عليها كأننا ننتقم منها لأن بعض ما نرجوه من الدنيا لم يتحقق، وبعض ما نريده لم يحدث، فهذا من سمات الدنيا ومن صفاتها أيضا.
أما "الرحيم" فهو رجاء، أن نكون ممن شملتهم رحمة الله، أى أننا بعدما بدأنا باسم الله، واستعنا برحمته، صرنا نرجو أن نكون ممن تحققت عليهم الرحمة وصاروا جزءا منها.