من بين القرارات التى اتخذتها اللجنة العليا لإدارة أزمة فيروس كورونا برئاسة الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء وهو قرار عدم إقامة موائد الرحمن خلال شهر رمضان الكريم بلا شك يأتى فى إطار الحرص على تجنب حدوث ارتفاع فى أعداد المصابين بفيروس كورونا خاصة أن كل المؤشرات تؤكد أن الموجة الثالثة من الفيروس قد بدأت فى العالم منذ أسابيع.
وبلا شك نعلم جميعا أيضا أن هناك مواطنين كثيرين وأسرهم من محدودى الدخل فى المدن والقرى كانوا ينتظرون هذه الموائد الرمضانية لتناول وجبات يومية ربما لا يتناولونها إلا كل فترة طويلة وأيضا للتخفيف على ميزانية الأسرة خلال هذا الشهر وهناك أيضا العمال والمسافرين وغيرهم كانوا دائما من ضيوف هذه الموائد والحقيقة هناك مبادرات حكومية ومن مؤسسات المجتمع المدنى وحتى الأفراد لا يألون جهدا فى الاشتراك فى مارثون الخير وقامت بتوفير المساعدات للمحتاجين وخدمة الأسر الأولى بالرعاية.
ومن مبادرات الخير التى انطلقت فى كافة المحافظات "خير بلدنا" و "فطارك وسحورك عندنا" و"مبادرة ذبح العجول وتوزيع اللحوم مجانا" و"مبادرة الناس لبعضها"، ناهيك عن الدور الكبير الذى يقوم به جهاز الخدمة الوطنية فى توزيع ملايين الكراتين الغذائية مجانا على الأسر الأولى بالرعاية ومعهم أيضا عدد كبير من جمعيات المجتمع المدنى، هذا بالإضافة إلى قيام المصريين بإخراج زكاتهم وصدقاتهم خلال هذا الشهر المبارك على المحتاجين ومؤسسات الخير، وهناك عادة حميدة لا تجدها إلا فى الشعب المصرى، وهى قيام الرجال والشباب بالوقوف فى الميادين وأمام القرى على الطرق السريعة لتوزيع العصائر والمرطبات ووجبات على المسافرين الصائمين وذلك قبيل أذان المغرب.
بلا شك أن هذه الأعمال الخيرة تؤدى إلى مزيد من قوة النسيج الاجتماعى للأسرة المصرية وزيادة الاستقرار والترابط المجتمعى الذى تحتاجه مصر الآن فى ظل الظروف الصعبة اقتصاديا ومواجهة التحديات الداخلية والتهديدات الخارجية، كما أن هذه الأعمال الخيرة تدل على مدى التجسد والترابط والتراحم عامة التى فى قلوب المصريين تجاه بعضهم البعض وعلى أن الخير موجود فى الشعب المصرى وسيظل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.