في يوم من الأيام قادتني الصدفة بأن أمر من منطقة تتبع حى السيدة زينب وأنا لست بعالمة بجغرافيا المكان، فرأيت منطقة- كانت آنذاك -خارج التاريخ، وعندما سألت عرفت أنها تسمي "تل العقارب". انتابني شعور غريب ، حيث نعرف أن لكل منطقة نصيبا من إسمها ، فكيف يعيش سكانها ؟ هم بالتاكيد داخل القاهرة وبالقرب من منطقة وسط البلد التاريخية ، لكن المنطقة لا توحي بأي أمل فيها ، فهي تشبه العشش الصفيح ، التي لطالما رأيناها فى الافلام التي تحكي عن سكان العشوائيات .
ومرت سنوات ليست بالطويلة ، حتي جاء الرئيس عبدالفتاح السيسي ، ليركز في مشروعه لبناء الدولة المصرية الحديثة ، انطلاقا من بناء الإنسان " الذي هو في الأساس بناء الأمة والحضارة ، وأتذكر كلمته في حلف اليمين أمام البرلمان عندما قال :" والآن وقد تحققت نجاحات المرحلة الأولى من خطتنا فإننى أؤكد لكم بأننا سنضع بناء الإنسان المصرى على رأس أولويات الدولة خلال المرحلة القادمة يقينا منى بأن كنـز أمتنا الحقيقى هو الإنسان والذى يجب أن يتم بناؤه على أساس شامل ومتكامل بدنيا وعقليا وثقافيا بحيث يعاد تعريف الهوية المصرية من جديد بعـد محاولات العبث بهـا".
وشاءت الأقدار أن أتواجد في روضة السيدة زينب بين أبنائها وسكانها نحتفل جمعياً بمبادرات حياة كريمة وغيرها من القوافل الطبية في تلك المنطقة والمبادرات الداعمة لبناء الانسان ، ليتحول شعوري بفخر وإعتزاز بهذا الوطن الآمن أهله بفضل قيادة حكيمة الرئيس عبدالفتاح السيسي .
وفي حي المحروسة بالقاهرة حيث شاركت في إحتفال يوم اليتيم ، وقضيت يوماً جميلاً ،كانت البسمة ترتسم علي وجوه الأطفال والفرحة في عيونهم ، فهم يحتاجون لمن يتواصل معهم من يشعرهم بالإهتمام والعناية وبالقرب.
ومن القاهرة إلي الإسكندرية ، قضيت يوما في مدينة بشائر الخير بالاسكندرية بعد أن أصبحت مدينة متكاملة الخدمات بفضل دعم القيادة السياسية ، حيث توجد مراكز للخدمات التدريبية لتعليم المواطنين والسيدات الحرف،و يعد مركز التدريب المهنى بمدينة بشاير الخير 1 " غيط العنب" ، أحد أهم المراكز التدريبية بمصر، والتى تقدم خدماتها بالمجان لخدمة أهالى مدن بشاير الخير والمناطق المجاورة ولشباب الإسكندرية، و يعد المركز مصدر ا لخدمات التوظيف وتأهيل العمالة الفنية والمهنية، من خلال تحسين منظور العمل المهنى وبناء جسور ربط بين أصحاب الأعمال والباحثين عن العمل من خلال توفير أعلى جودة من التوظيف الفنى والمهنى ويتم فتح معارض لهم لبيع منتاجاتهم .
كم هو عظيم البناء في الانسان ليكون قادرا علي الحياة ، حتى أصبح الملايين قادرين على تذوق طعم الحياة بعد الطفرة الكبيرة التى تحققت فى مستوى جودة الحياة ، والتى لم تكن لتتحقق لولا إيمان القيادة السياسية الحكيمة بأن المصريين يستحقون أفضل العيش .
ولا يغيب عن مخيلتي مشهد الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة وهم يؤدون أغنية تحيا مصر بلغة الإشارة داخل مؤسسة بشائر الخير بالإسكندرية وذلك تحت تدريب متخصصين من المؤسسة،حيث توجد حديقة تعليمية ومتخصصون فى رعاية ذوى الهمم والاحتياجات الخاصة وتقديم مادة علمية لهم تتناسب مع احتياجاتهم وظروفهم الخاصة
في كل مرة أكرر زيارتي لمدينة بشائر الخير أو الأسمرات أو روضة السيدة وغيرها من المناطق التى كانت عشوائية ثم أصبحت لائقة وصالحة للحياة ، أشعر بالفارق الكبير والتطور العظيم في تلك المناطق ، وأشعر بتحقيق مفهوم بناء الإنسان ، كما ينبغي أن يكون بالصحة والتعليم والثقافة .
وبعد الطفرة التي تحققت بمدينة بشاير الخير 1و2 و3 التى قدمت نموذجا يحتذى به فى تطوير المناطق العشوائية ليس فقط فى الاسكندرية بل فى محافظات مصر كلها فان الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة تواصل أعمال المشروع بإنشاء بشاير الخير 5و6و7 و8 .كل نجاح يتبعه نجاح أكبر فضل دعم القيادة السياسية