في 10 ديسمبر من العام الماضي، كتبنا في هذه الزاوية تحت عنوان "ألتراس أخو حسين وأبو مروان"، وفيما يتعلق بجناح الأهلي حسين الشحات، انتقدنا تواجد شقيقه وسط اللاعبين عند الاحتفال بالفوز ببطولة أفريقيا، وتصورنا أن الأمر حدث وسط فرحة عارمة عند الجميع، ومجرد موقف عابر ولن يتكرر.
ذهب النادي الأهلي لكأس العالم، وقدم له الفيفا درسًا في التنظيم والالتزام، عندما حرم حسين الشحات أيضًا، ومعه محمود عبد النعم كهربا من لعب مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع، لأنهما اخترقا الفقاعة، وصعدا للمدرجات، ووقتها أيضًا غفرنا للاعبين التصرف غير المسؤول، والذي حرم فريقهما منهما في مباراة مهمة على هذا النحو، ورغم أنها الثانية لحسين الشحات.
بالأمس، وبينما نشرت المواقع الإخبارية صور فريق الأهلي خلال تأدية الصلاة يوم مباراة القمة مع الزمالك، تفاجأنا بتواجد شقيق حسين الشحات أيضًا، يصلي بجوار اللاعبين... وهنا تقفز عدة أسئلة موجهة جميعها للكابتن سيد عبد الحفيظ مدير الكرة الذي اعتبره "تاريخي" للنادي الأهلي، وأشجع وأثمن دومًا صرامته وحسمه، وحصره على الانضباط.
نقول للكابتن سيد عبد الحفيظ، ماهو محل شقيق حسن الشحات من الإعراب بجوار اللاعبين على هذا النحو؟
وهل يا كابتن سيد يخضع لاعبو الأهلي لنظام وقائي صارم في أيام كورونا، يحتم عليهم عدم الاختلاط، أم يتعايشون كأي مواطن عادي؟
لو كان لاعبو الأهلي يخضعون لإجراءات احترازية من فيروس كورونا، فلماذا يتواجد شقيق لاعب بجانبهم إلى هذا الحد؟.... لماذا شقيق حسين الشحات ملتصقًا دائمًا باللاعبين؟... هل هذا إهمال في الإجراءات الوقائية، أم انضم شقيق حسين الشحات لقائمة اللاعبين، ومن ثم يخضع للإجراءات الوقائية ذاتها؟
لدي الكثير من الحديث عن مستوى حسين الشحات فنيًا، وربما هذه الحياة غير الاحترافية التي يعيشها، سببًا في هذا المستوى الهزيل الذي نراه في الملعب، فهل يعمم كابتن سيد عبد الحفيظ بصمات شقيق "حسين" على أخيه، ليصبح باقي اللاعبين بنفس القدر من عدم التركيز، وعدم الاتزان الفني، وعدم الجاهزية البدنية والفنية، وذات الدرجة من السرحان والتوهان؟.. هل يرى الكابتن سيد عبد الحفيظ نجاحًا ما في مستوى حسين الشحات، سببه التصاق شقيقه به، ومن ثم يريد أن يعمم هذا النجاح على باقي اللاعبين؟!
الحقيقة أنه لا نجاح يذكر تحقق من تعامل حسين الشحات مع تواجده في الأهلي، فهو اللاعب نفسه الذي قضى فترة توقف كورونا يعمل طيارًا من ورق بمنطقة السلام، ويطَّير طيارات ورق، حتى عاد النشاط واكتشف حسين الشحات أنه يحتاج لإجراء "عملية الزائدة"، ومن ثم حرمان جديد للفريق من جهوده؟
ما نذكره متعلق بالانضباط والالتزام، والتعامل الاحترافي، في ظل عصر أصبحت فيه الكرة علمًا يدرس، ورغم أن الأهلي ظل سابقًا عصره في الانضباط والتعامل الاحترافي، إلا أن هذه الأيام باتت غريبة، ومشاهد جديدة على القلعة الحمراء، التي منها مدير الكرة سيد عبد الحفيظ، ويعرف كيف تكون الإدارة المحترفة، ونجح هو شخصيًا في ملفات عدة، بشأن تطبيق الاحتراف ومبادئ الأهلي، إلا أن غفوة ما أصابت هذا الرجل لشهور، فتسببت في هذه المشاهد العشوائية، التي لا نحب أن نراها في الأهلي، ولا يجب أن تكون في ظل وجود سيد عبد الحفيظ.
يا كابتن سيد عبد الحفيظ، قبل كورونا لم نر هذه المشاهد، ومع كورونا يجب أن تعد هذه من المحرمات والخطايا الكبرى، فأرجوك تجاوز هذه المرحلة من العشوائية، والتوهان الإداري، حتى تتخلص من التوهان الفني لهؤلاء اللاعبين في الملعب، ثم ابحثوا عن معالجة وعلاج لمستوى حسين الشحات، سلوكيًا، وفنيًا، ونفسيًا، وبدنيًا، فلو امتلك اللاعب مهارات ميسي، ما استطاع أن يفعل شيئًا بهذا القوام الضعيف للغاية، وهذه أيضًا تدخل في بند الالتزام والحياة الاحترافية، وفي صميم الموضوع الذي نتحدث عنه، وليست في زاوية أخرى، ذلك أن لاعبًا بهذا المستوى في الملعب، وهذا القوام الضعيف، قطعًا لديه مشاكل عدة متعلقة بتطبيق الحياة الاحترافية، وأخرى متعلقة بالتمارين والجاهزية البدنية، ليكون المنتج النهائي لكل هذه المشكلات، هذا المستوى الذي يقدمه حسين الشحات في الملعب، وترجمة حرفية وواقعية لرؤية شقيق حسين الشحات عند منصات التتويج، وبين اللاعبين مؤديًا الصلاة قبل المباريات، وفي المقصورة الرئيسية، في المباريات غير المصرح فيها بدخول جماهير، كما لو أن الأهلي تعاقد مع حسين الشحات، وفوقه شقيقه هدية التعاقد!
نتمنى أن تأخذ إدارة الأهلي هذه الأمور بعين الاعتبار، ويكون درس وقف حسين وكهربا في كأس العالم للأندية عبرة، وإيقاف رئيس اتحاد كرة اليد، لاختراق الفقاعة أيضًا عبرة، ويعود الأهلي لشكله الاحترافي المنضبط.