على مدى طويل كنت وما زلت أحترم فكرة الدفاع عن الإنسان وحقوقه، وكنت أيضا حتى فتره قريبة جدا أعتبر هذا العمل من أسمى ما نقدمه لخدمه البشرية، وخاصة في المناطق والدول التى تحتاج الكثير من المساعدة في هذا الملف. ولكن نظرا لمتابعتي لنشاطات منظمات حقوق الإنسان، وخاصه في العشر سنوات الأخيرة، فما وجدت إلا أكشاكا ذات أهداف خفية سياسية لها أجندات خفية، تعمل فقط من أجل الدفاع عما يدعونه بحقوق الإنسان التي تظهر فقط في الدفاع عن الإرهابيين والمعتديين في معظم الأحيان، وقليلا جدا تعمل من أجل المظلومين.
رأيت بالأمس مشهدا لا أستطيع التوقف عن التفكير فيه، وهو مشهد تصفية شهيد الوطن وشهيد المسيحية الشهيد نبيل حبشي، في مشهد تقشعر له الأبدان. جريمته المزعومة التي مات من أجلها أنه مصري وطني من أصل قبطي، ويدعم وطنه وجيش بلده كما أنه يعبد الله. ولو صدق فيديو القتل فكل مرة هؤلاء الجبناء يقتلون شهداءنا العزل بدم بارد، وبغته من خلفهم بدون أى فراسة أو رجولة، يدعون هذا القتل الخسيس بالجهاد في سبيل الله، والله برىء من تلك الأفعال الإرهابية.
والأسئلة التي تراودني والتي تطرح نفسها كثيرة ومنها:
* أين أكشاك حقوق الإنسان من تلك الحادثة وغيرها من حوادث تصفيه المواطنين العزل؟
أين إدانات المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان الكرتونية من قتل هذا الرجل، وغيره من شهداء الجيش والشرطة بدم بارد؟
* أين إدانات الدول العظمي التي باتت تراقب المؤسسات المصرية في تعاملها مع الجماعات الإرهابية والجماعات المتطرفة؟ بل وطالبت بالإفراج عن مجرمين تمت إدانتهم بالفعل بالقانون وفى أروقة المحاكم؟
* هل عادت الدول العظمي للمخططات لما قبل 2016 ومحاولات الوقيعة بين الدولة ومواطنيها من الأقباط؟ هل هذا الحادث استهدف فقط المرحوم نبيل حبشي وأسرته فقط، أم هناك محاولات لترويع الأقباط وضربهم بالخوف للتخلي عن مساندتهم لبلدهم الحبيب مصر وقياداتها الحكيمة؟
* هل تزامن هذا بالعمد مع ما يحدث في ملف سد النهضة وحوادث القطارات وبعض الاحداث غير المفهومة؟
* هل مازالت المحاولات لتركيع مصر للتخلى عن أغلى ما عندها من أرض فى سيناء؟
* كيف توقفت عمليات داعش في سيناء لمدة 4 سنوات منذ 2016، ثم عادت في أواخر 2020؟ هل طرأ شيء ما جديد في أواخر 2020 على الساحة العالمية، ما أدى إلى تغيير ديناميكية التعامل في ملف الشرق الأوسط وبالأخص مع مصر؟
* أين معاهد الأبحاث الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية من تعنت أثيوبيا في ملف سد النهضة، ومحاولة تعطيش أكثر من 150 مليون مواطن فى دولتي مصب نهر النيل؟
* أين حقوق المصريين والسودانيين في مياه الشرب (الحياة) من نهر النيل.
* الحقيقة قد سئمت الشعارات المطاطة والديمقراطية البلاستيكية والزائفة التي يغزو بها الغرب بلادنا لتحقيق مصالحها بشكل مباشر، وقد تخلي الغرب عن تلك الديمقراطية، حينما وضعوا في نفس المواقف التي طالبوا بها بلاد الشرق الأوسط بالتحلي بأعلى درجات ضبط النفس في التعامل في مواقف تبدو متطابقة، لما حدث في الماضي، ولكن يتعاملون معه كما طالبوا به غيرهم في الماضي باسم الديمقراطية
* أين الدفاع عن حرية الرأى والاختلاف الحضاري؟
اعتقد الآن اللعبة أصبحت مكشوفة ومفهومة.. ومن الصعب تضليل أحد.
مصلحة البلاد والعباد هي الآن من أعلى درجات الأهمية، فعلي صانع القرار أن يتخذ كل القرارات الهامة مهما كانت ومهما تكلفت لحماية الشعب والهوية دون الالتفات لأكشاك ومنظمات حقوق الإنسان المدفوعة الأجر، والتى كشفت أكاذيبها، وأن يمضي قدما في التعامل مع الإرهاب والإرهابيين، سواء بالفعل وبالفكر الإرهابي والتكفيري أو في محاولات إرهاب المواطنين، و حرمانهم من ابسط حقوقهم الانسانيه وهي الحياه .
اعتقد ان الجميع يري قيمه جيش قوي وجهاز شرطي قوي استطاع الثأر لدم الشهيد نبيل حبشي في أقل من 24 ساعة. فكل الشكر لمن تحرك سريعا وأثلج صدور كل المصريين بالرغم من عدم تغيير الواقع، وهو فقدان حياه شخص شريف وأمين من أحل حبه لوطنه.
أريد أيضا أن أثمن علي رد فعل أسره الشهيد وحبهم لبلادهم، وفخرهم بهويتهم التي لن يستطيع الإرهابيون من النيل منها، بل وعلى العكس تزداد قوة وصلابة إبان تلك المحاولات الفاشلة لترويع المصريين والوقيعة بينهم وبين بلادهم وجيشهم العظيم.
نحن كمصريين قدمنا ومازلنا نقدم شهداء الوطنية والهوية، ولازلنا نزداد حبا لتراب هذا الوطن الحبيب.
رحم الله كل شهداء الوطن وشهداء الهوية والحياة وحفظ الله مصر.