إن لله تعالى فى أيامه نفحات، فما أحوجنا إلى نفحات هذا الشهر المعظم في ظل أزمة كورونا العالمية، وفى ظل مواصلة حلقات "نفحات رمضانية"، نتحدث اليوم عن فضل الصيام وصلاة القيام، لأنهما أعظم ساحات الجهاد الروحى، لقول الله تعالى فى الحديث القدسى: "كلّ عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لى وأنا أجزى به".
ومعلوم أن لرمضان طابعاً روحياً عظيماً، وذلك لما فيه من خير وبركة، حيث يقبل الناس بل يتسابقون على تلاوة القرآن الكريم لما فى ذلك من الأجر والثواب الكبير، لهذا يكون فضل صلاة القيام "التراويح" فى هذا الشهر المبارك عظيم، حيث ينزل الله الرحمة، ويحط الخطايا، بل ينظر الله تعالى إلى تنافس المسلمين في هذا الشهر من خلال الصيام الصلاة والقيام والصدقة وأعمال الخير ويباهى بهم ملائكته.
وتزداد عظمة قيام الليل في رمضان، لخصوصية هذا الشهر فى القرآن الكريم، لقوله جل شأنه "شَهْرُ رمضان الَذى أُنزِل فيه القرآن هدى للناس وَبيِنات من الهدى والفرقان"، ففيه تضاعف الأعمال، ويجاب السؤال، وتزدهر خواطر العقل، وتسمو النفس، وتغفر الذنوب وتفرج فيه الكروب.
وما أجمال ما فى الصيام والقيام خلال هذا الشهر المعظم، ما ورد عن نبينا الكريم، قوله "أُعطيت أمتى خمس خصال فى رمضان لم تُعطها أمّة قبلهم، خلوفُ فَمِ الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، وتستغفر لهم الملائكةُ حتى يفطروا، ويزين الله كل يوم جنته ويقول: يوشك عبادى الصالحون أن يلقوا عنهم المؤونة والأذى ويصيروا إليك، وتصفد فيه مردة الشياطين فلا يخلصون إلى ما كانوا يخلصون إليه فى غيره، ويغفر لهم فى آخر ليلة منه"..
ونختتم حلقتنا، بأن صلاة القيام غفران للذنوب، فيجب الحرص عليها والتلذذ بعبادات وطاعات رمضان المعظم، مع ضرورة الحفاظ على النفس فى ظل أزمة كورونا، لأن الحفاظ على النفس يسبق أداء الفريضة، بل لابد من الأخذ بأسباب الوقاية والسلامة باتباع الإجراءات الاحترازية من باب حماية النفس والإحسان، لقوله تعالى: "وَلا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين".. وإلى لقاء أخر فى حلقة أخرى من نفحات رمضانية..