تسيطر الدراما الوطنية هذا العام على الموسم الرمضانى بتفوق وتميز، بعد أن نجحت مسلسلات "الاختيار 2" و"هجمة مرتدة" و"القاهرة كابول" فى عودة روح القوة الناعمة من جديد للدراما المصرية، ليؤكد الجميع من مشاهدين وخبراء أن هذه الأعمال هى الأكثر رقيا وإبداعا واحترافية فى تقديم قصص وحكايات بطولية تمس حياة المصريين، وحربهم ضد الإرهاب والتطرف.
وهذا ظهر جليا، منذ التفاف الأسرة المصرية بل والوطن العربى حول شاشات التلفاز منذ بدء الحلقات الأولى ليشاهدون، كيف واجهت مصر الإرهاب والمؤامرات سواء من الخارج أو الداخل؟.. وكيف كانت تضحى القوات المسلحة والشرطة المصرية؟.. وكيف كانت وما زالت تتعامل أجهزة الأمن المصرية فى ظل هذا المؤامرات الكبرى والمخاطر التى تحاك بالمنطقة من محاولات إسقاط وتقسيم دول ونهب ثروات شعوب، ونشر الفوضى في المجتمعات؟
وللأمانة، استطاعت الحلقات الأولى من هذه الأعمال، أن تغير مفاهيم الشارع المصرى ومعتقدات الشباب، بعد ما رأوا بأعينهم ما يحدث فى سيناء، وما تتم مواجهته من الفكر التكفيرى، وهذا ما لمسه الجميع على مواقع التواصل الاجتماعى، واحتفاء المشاهدين بأبطال العمل، فرأينا كيف احتفل الشباب والمصريون بالشهيد البطل محمد مبروك؟ ورأينا كيف اصبحت حلقات هذه العمل تريندات يوميا؟ ما يعكس ويؤكد اهتمام المشاهدين وتأثرهم بهذه الأعمال، وبل ونجاح هذه الأعمال فى بناء عقل المشاهد لفهم حقيقة الأمور والأحداث، فيعى ما حدث وما يحدث وما سيحدث.
فتحية تقدير لصناع هذه الأعمال، لإدراكهم أن الدراما الوطنية تمثل خط الدفاع الأول عن هوية الوطن، وتستهدف المستقبل دائماً، فمن منا ينسى أحداث وأبطال مسلسلات مثل، "رأفت الهجان، وبوابة الحلوانى، والمال والبنون، وليالي الحلمية"، وغيرها من الأعمال الفنية التي ارتقت بحس المصريين الوطنى والثقافي والإنسانى للمصرين حتى الآن، وكانت أهم عناصر قوة مصر الناعمة.
وختاما، فإن الدراما الوطنية قوة ناعمة حقيقية لأى دولة وسلاح مهم لزيادة الوعى لدى الشعوب، بل وثيقة للعالم عن الأحداث الحقيقية، ورسالة لمن خططوا لهدم الدولة، فكلنا رأينا فى الحلقات الأولى لمسلسل "الاختيار 2" كيف كشف حجم المؤامرات التى كانت تحاك داخل اعتصام رابعة وبعد فضه، وكيف كان جماعات الضلال تستخدم المواطنين تحت شعار الدين للتعاطف، لتأتى هذه الأعمال كـ"الاختيار 1 و 2" و"هجمة مرتدة" و"القاهرة كابول"، وقبلهم فيلم "الممر"، لتصحيح مفاهيم كثيرة مغرضة، وحماية عقول المصريين من التضليل والتزييف..