الظن بالله، ليست مجرد جملة نسمعها أو نقولها، بل إنها أساس يحكم الإنسان وفكره وتصرفاته، وذلك لأن الظن كلمة تعنى الاعتقاد، الذى يدل على الإيمان.
وبناء عليه نجد أنفسنا أمام أمرين الأول حسن الظن والثانى سوء الظن، والفارق بينهما كبير جدا، أحدهما يأخذك لمعية الله والآخر يأخذك لمعية نفسك.
أما معية النفس فهى مرتبطة بالرضا والغضب، بالتحقق السريع للأهداف والأحلام، مرتبط بتحميل الذات كل مسببات الفوز والهزيمة، وبقدر ما فى هذه الرؤية من شجاعة حيث يُحمّل الإنسان نفسه كل شىء، لكنها شجاعة قاسية مبطنة بالقلق من الغد والخوف من الأحداث.
أما معية الله فتعطى كل ذى حق حقه، لا تهمل قيمة السعى ولا تتجاهل التوفيق الإلهى الذى يتوج كل شىء، وفى ذلك شجاعة أيضا، لكنها شجاعة مطمئنة تتحمل ما عليها وتثق فى الله سبحانه وتعالى بانه سيتم الأمر كله.
ولأن حسن الظن بالله مرتبطة بالتوقع، فإنها تعنى الثقة بأن غدا أفضل، وهذه واحدة من أفضل الخصال فى المجتمعات جميعها، حتى أن لها علاقة قوية بالعلم، فلو لم يصدق العالم فى معمله أن غدا أفضل ما أكمل تجاربه ويمكن القياس على ذلك فى كل ما تراه جيدا فى هذه الحياة.
بالتالى حسن الظن بالله ينعكس بصورة إيجابية على كل شئون الحياة، لأنه سلوك "معدى" فيتعامل الإنسان بهذه الثقة فى حياته الاجتماعية مما يجعله فى حالة نفسية وإنسانية جيدة.
لذا نقول "وظنى فيك يا ربى جميل فحقق يا إلهى حسن ظنى".