بعد هدوء ساد واستقرار حدث لنسب الإصابات والوفيات خلال الأسابيع الماضية بشأن فيروس كورونا، وانتشرت أخبارً سارة تبث تفاؤلات بانحسار الفيروس وقرب النهاية، إلا أن الزيادة فى معدل الإصابات تعود من جديد مصحوبة بتخوفات كبيرة من الموجة الثالثة، وخطورتها فقد السيطرة فى ظل تهاون المواطنين فى اتباع الإجراءات الاحترازية خلال الفترة المقبلة، وخاصة أننا الآن فى شهر رمضان المعظم ويدخل علينا عيد الفطر المبارك.
لتحذر وزارة الصحة من التهاون خاصة خلال الفترة الحالية، مؤكدة أن العالم يشهد زيادة في عدد إصابات الفيروس بنسبة 10% وزيادة في عدد الوفيات بنسبة 7% خلال الموجة الثالثة، مناشدة المواطنين مرارا وتكرارا بعدم التراخى، وخاصة أنها تعمل ليل نهار للسيطرة، سواء بدعم مستشفيات العزل، وتوفير الأكسجين الطبى وتطبيق كافة البروتوكولات العلاجية، وكذلك توفير اللقاحات ومتابعة مرضى العزل المنزلى بكافة الوسائل.
لذا، يجب علينا جميعا الالتزام بالإجراءات الوقائية، لأنها ببساطة هي الحل السحرى حتى الآن لمواجهة هذا الفيروس اللعين، وحتى لا يدخل علينا العيد فاقدين عزيز أو حبيب مع ضرورة وضع تحذيرات طبية وفقا لدوريات وتقارير إعلامية، تؤكد أن الموجة الثالثة أشد فتكا، وهو ما يترجم زيادة معدلات الإصابات والوفيات، فالأعراض مختلفة، وخطورتها أنها غير ظاهرة مثلما كانت فى الموجة الأولى والثانية وهذا ما يفسر أن الموجة الثالثة أكثر خداعا، وأن الخطورة الأكبر وفقا لهذه التقارير أن السلالة قد لا تستوطن فى منطقة البلعوم، بل تؤثر بشكل مباشر على الرئتين، مما يجعل الفيروس ينتشر مباشرة إلى الرئتين مسبباً ضائقة تنفسية حادة، وهذا أيضا ما يفسر لماذا أصبح حاداً وأكثر فتكاً، وسبب في زيادة معدلات الإصابات والوفيات.
وبعد هذه التخوفات والمؤشرات ازدادت وتيرة التحذيرات من قبل منظمة الصحة العالمية والأطباء، والجميع يؤكد أن هذه الموجة قد تكون أكثر فتكًا، داعين إلى توخى الحذر الشديد واتخاذ كل الاحتياطات الوقائية، وخاصة أنه تلاحظ أن هناك حالة من التعامل باستخفاف فيما يتعلق بتحقيق التباعد الاجتماعى أو ارتداء الكمامة، بل رفض البعض أخذ اللقاح في حين هناك تأكيدات من قبل كبار المسئولين بفاعلية وآمان هذه اللقاحات.
وختاما، ليس أمامنا إلا الالتزام بالإجراءات الاحترازية، والثقة فى حكومتنا، وكذلك الثقة فى مأمونية اللقاحات، وإذا كان الحفاظ على النفس يسبق أداء الفريضة، نقول ونحن نعيش طقوسا رمضانية نحبها جميعا، علينا أن لا ننسى الأخذ بأسباب الوقاية والسلامة من باب حماية النفس والإحسان، لقوله تعالى: "وَلا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين"..