أجواء رمضان الروحانية تلقي بظلالها على كل شيء، حتى على "عالم الجريمة"، الذي يتأثر بشكل مباشر بالشهر الكريم، حيث انخفضت نسبة الحوادث، لا سيما "الجرائم الجنائية" خلال الشهر الكريم بنسب ملحوظة.
والمتابع جيدًا لـ"صفحات الحوادث المتخصصة" والمواقع الإخبارية، يلاحظ الانخفاض الملحوظ في عدد الجرائم، خاصة الجنائية المتمثلة في القتل والسرقات، وغيرها من الجرائم.
وربما كان انخفاض الجرائم ورائه العديد من الأسباب، فإلى جانب اليقظة الأمنية، هناك العديد من الأسباب، أبرزها الأجواء الروحانية للشهر الكريم، التي تؤدي لتراجع بعض المتهمين عن ارتكاب جرائمهم، خاصة جرائم مثل "التحرش والمعاكسات.." وغيرها من الجرائم الأخرى.
أجواء رمضان التي تفرض على كثيرين السهر حتى مطلع الفجر، وتناول السحور، يكون بمثابة بيئة غير صالحة للصوص لممارسة عملهم، في ظل سهر المواطنين في منازلهم، وضياع الفرص على اللصوص لاستهداف المنازل وسرقتها.
أعتقد، أن هذا الشهر الكريم، بمثابة فرصة طيبة للجميع لمراجعة النفس، والانضباط والالتزام على مدار العام، وليس في شهر رمضان فحسب، وإنما ليكون سلوكنا رمضانيًا معظم أيام السنة، نتحلى بالصبر وعدم التهور الذي يقود لارتكاب الجرائم في لحظات ضعف، يندم عليها الشخص عمره، ويظل يرددها :"ليتني لم أفعل، ليتني كنت نسيًا منسيًا".
رمضان فرصة طيبة لتدريب الأنفس على تقبل الآخرين، وتقبل ثقافة الاعتذار والعفو والتسامح، والرحمة والتراحم بيننا، حتى يعود للمجتمع الهدوء والعيش في أمان وسلام، دون الجنوح للعنف ولغة الدماء.