حرمنى موعد عملى في انفراد من متابعة مسلسل الاختيار 2 وقلت لنفسى سأشاهد المسلسل لاحقا عبر اليوتيوب، كما فعلت مع "الاختيار" فى العام الماضى، كنت اسأل زملائى من المتابعين: هل الاختيار 2 شيق مثل الاختيار فيجيبونى بأنه أقوى.
لم يسعدنى حظى لمشاهدة أي من حلقات المسلسل إلى أن جاء اليوم الجمعة 25 رمضان وأنا منهمك في العمل سمعت صوت الرصاص بالتليفزيون في صالة التحرير، على الفور تركت العمل وتوجهت إلى أقرب شاشة وتابعت ملحمة الواحات، عشت مع الأبطال لحظات مريرة، اندمجت للدرجة التي شعرت فيها وكأنى أعيش مع رجال شرطتنا البواسل في الحدث.
الحدث على مرارته عند تجسيده دراميا كشف عن حقائق عدة منها:
1. استبسال رجال الشرطة في الدفاع عن الكمين حتى الرمق الأخير.
2. إيمان رجال الشرطة برسالتهم وسمو أهدافها واستعدادهم لدفع حياتهم ثمنا للعزة والكرامة.
3. التماسك الرهيب بين الضباط وقادتهم وبين مختلف أجهزة وزارة الداخلية
4. التنسيق بين الشرطة والجيش في الدفاع عن الأرض والعرض
5. عشق الشعب المصرى لرجال الأمن وتقديرهم لرسالتهم السامية وهو ما عكسه المسلسل في جنائز الشهداء.
6. خسة وندالة أنصار الشيطان من الإرهابيين ومناصريهم ومؤيديهم.
انتهت الحلقة"25"ونزل التتر بينما الذهن ظل شاردا، بين هنا وهناك، بين دماء ذكية روت دماء الصحراء، ونساء تحولت أرامل وأطفال أصبحو أيتام وأم فقدت الابن واب فقد السند، وداهمنى السؤال: هل كنت بهذه المشاعر عندما تلقيت خبر حادث الواحات؟ والحقيقة اننى لم أكن بهذه المشاعر صحيح أننى غضبت كباقى المصريين وقتها غضبت كثيرا او قليلا ثم انصرفت إلى حالى، لكن اليوم تألمت كثيرا وكرهت أكثر الإرهابيين وأيقنت اكثر بأنهم إرهابيون، وأيقنت اكثر أن رجال الشرطة يؤدون مهام مقدسة بقدر غير مصدق من البسالة والشجاعة.
إن "الاختيار 2" ليس مجرد مسلسل ولكنه يا سادة تأريخ لواقع سمعناه في الماضى وبفضله عشناه اليوم وصدقناه وبفضله عرفنا الشهداء، وتشرفنا بأننا من أبناء وطنهم، لكن الاختيار 2 جدد الأحزان.. ودمتم