قلنا من قبل، وفى هذه المساحة، أكثر من مرة، أن مكونات الشعب الإسرائيلى، والمعارضة قبل الأغلبية، لا يتفقون ويجتمعون حول قضية من القضايا، إلا حول قضية تهديد أمنهم واستقرارهم، فالجميع ينتفضون ويلتفون حول راية كيانهم "إسرائيل" وينطلقون فى حملات الدعم والتأييد للمؤسسات الأمنية، جيش وشرطة.
الهدف من إبراز هذه الحقيقة، رغم مرارتها، استنباط العظة والدروس، وكيف للشعب، والنخب المعارضة قبل الداعمة، تنتفض حول راية أوطانها عندما تتعرض لمخاطر، فى سيمفونية، خالية تماما من أى صوت نشاز، فالجميع، معارضة قبل الأغلبية، يعزفون نشيد الوطن وامنه واستقراره، مهما كانت هوة الخلافات السياسية والأيدلوجية وحتى العقائدية بينهم.
بينما فى مصر، وعددا كبيرا من الدول العربية والإسلامية، ابتليت بوباء الجماعات الراديكالية المتعفنة، وفى القلب منها جماعة الإخوان الإرهابية، وحلفائها وأتباعها، وعددا من مرضى التثور اللاإرادى، وأصحاب دكاكين حقوق الإنسان، حيث نجدهم يتشفون فى نكبات الوطن، ويستثمرون فى آلامه، ويدعمون أعدائه.
الإخوان، وكل التنظيمات الإرهابية التى ولدت من رحمها الفاسد، والمتعاطفين معها، وعددا من الحركات، يمتلكون كل الحقوق الحصرية فى الانحطاط الوطنى والأخلاقي، فلم نجد جماعة أو كيان سواء كان حزبا أو حركة أو تنظيم في أي دولة من الدول، يفرحون فى أحزان وطنه، ويحزنون لانتصاراته، مثلما يفرح الإخوان وأتباعهم، بل ويضعون أيديهم فى أيدى العدو، ويدشنون حملات التشكيك والتسخيف من المؤسسات الأمنية الحامية، سواء كانت القوات المسلحة، أو الشرطة، وبشكل علنى، دون استحياء، أو خجل، ويعتبرون عداوتهم ومخططاتهم ضد وطنهم ومؤسساته، عملا ثوريا وبطوليا لا يشق له غبار.
جماعة الإخوان الإرهابية، ومن خرج من رحمها الفاسد، والمتعاطفين معها، يرتدون عباءة الدين الإسلامى الحنيف، ومع ذلك لا يتخذون شيئاً من قيمه وتعاليمه القائمة على تجريم الخيانة، وتحريم القتل والتخريب، وإعلاء شآن فضائل المودة والرحمة والوفاء والإخلاص والحفاظ على أمن وأمان البلاد والعباد، وعدم ترويعهم، بينما نجد الإسرائيليون الذين يعتنقون اليهودية، يلتفون حول علم وطنهم "المزعوم" ويقدمون كل وسائل الدعم والتأييد لمؤسساتهم الأمنية، وعلى رأسها الجيش، إدراكًا من حقيقة أن الخلاقات السياسية والأيديولوجية، والصراعات الحزبية، تتوارى وتختفى عندما يتعلق الأمر بالأمن القومى لكيانهم!
لا يمكن أن تسمع صوتا نشازاً واحداً فى المجتمع الإسرائيلى، فى أزمته الحالية مع الأشقاء الفلسطينيين، بل تجدهم متماسكين متوحدين على قلب رجل واحد، ويلتفون بكل قوة حول مؤسساتهم العسكرية والأمنية، وهو ما يلفت الانتباه، ويؤكد إن الأرض المصرية حملت نطفة سيئة، أنجبت جماعة الإخوان الإرهابية وحلفائها والمتعاطفين.
لذلك، نؤكد بجزم محصن بقوة من محاولات تسلل الشك، أن جماعة الإخوان وحلفائها والمتعاطفين معها من الباطن، لو أجروا عمليات تغيير "دماء" و "جينات" للتخلص من أورام الخيانة والانحطاط الوطنى، لن تنجح، وسرعان ما تتسلل هذه الأورام من جديد وبسرعة البرق لأجسادهم، فهم لا يستطيعون العيش بأجساد صحية خالية من أورام الخيانة..!!