لا تزال مصر أحد أبرز الدول الداعمة للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وهي الحقوق التي تدعمها الدولة المصرية بكافة مؤسساتها وتعمل على حشد الدعم الإقليمي والدولي لها.
مصر التي قدمت 100 ألف شهيد للقضية الفلسطينية ودعمت الفلسطينيين للحصول على حقوقهم المشروعة وذلك بتقديم كافة سبل الدعم للأشقاء دون أي مزايدة أي متاجرة بالقضية الفلسطينية التي تضررت كثيرا خلال الأعوام الماضية بسبب إقحامها في لعبة المحاور الإقليمية.
لم تعد القضية الفلسطينية من الأولويات عقب اندلاع ثورات الربيع العربي التي أدت لحالة من الفوضى الأمنية والمؤسساتية في بعض الدول العربية وهو ما دفع هذه الدول للانكفاء على أزماتها الداخلية والتركيز على تقوية مؤسساتها، وهو ما أدى لتراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية التي عانت خلال العقد الأخير وتراجع الاهتمام الإقليمي والدولي بها.
جاءت هبة أبناء الشعب الفلسطيني في القدس المحتلة سواء في البلدة القديمة أو حي الشيخ الجراح الذي يحاول الاحتلال تهجير 28 عائلة بشكل قسري من الحي ضاربا عرض الحائط بالمواثيق والأعراف الدولية، وهو ما يكشف عن النوايا الحقيقية للاحتلال الإسرائيلي في بناء المزيد من الاستيطان خاصة في القدس الشرقية ومدن الضفة الغربية.
شكلت الهبة الشعبية في القدس عقب اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى والتنكيل بالمصلين ضغطا كبيرا على الاحتلال الإسرائيلي الذى سعى لإيجاد مخرج سياسي لهذه الأزمة، وتحقق له ذلك بالتصعيد العسكري ضد الفصائل الفلسطينية في غزة وشن مئات الغارات بواسطة أحدث الطائرات الحربية التي شاركت في تدمير أكثر من 500 وحدة سكنية في القطاع وما يقرب من 65 مقار حكومية.
لاقى التحرك الدبلوماسي المصري السريع استحسان الشارع العربي وشكلت اتصالات وزير الخارجية سامح شكري ضغوطات كبيرة على الاحتلال الإسرائيلي، حيث نجح الوزير في تشكيل محور عربي إقليمي دولي ضاغط على تل أبيب لوقف إطلاق النار والقبول بوساطة تنهي الدمار والخراب الذي يقوم به جيش الاحتلال عبر عدوان على غزة.
وبالتزامن مع التحركات السياسية والدبلوماسية تحركت القاهرة بشكل سريع على الصعيد الإنساني بتوفير كافة سبل الدعم وتلبية احتياجات الفلسطينيين وذلك بتوجيه من الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى يدعم حقوق الشعب الفلسطيني، ولعل إعلانه عن تخصيص مصر مبلغ 500 مليون دولار كمبادرة لإعادة إعمار غزة مبادرة رائعة ستشجع الشركاء الإقليميين والدوليين على دعم المبادرة المصرية، يأتي ذلك انطلاقا من دور مصر التاريخي الراسخ في دعم الشعب الفلسطيني.
التطورات الأخيرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة كشفت أصحاب الشعارات الزائفة المتاجرين بقضية فلسطين والذين رفعوا شعارات "على القدس رايحين شهداء بالملايين" ورغم التمويل الضخم الذي حصدته التشكيلات والفصائل المسلحة والجماعات الإرهابية وعلى رأسها جماعة الإخوان بذريعة دعم القضية الفلسطينية إلا أن هذه الأموال الضخمة والتبرعات التي تم جمعها خلال العقود الأخيرة ذهبت إلى جيوب هذه العناصر التي تاجرت بالدم الفلسطيني.
الدعم المصري المستمر لأبناء الشعب الفلسطيني عبر مؤسسات مصر المختلفة يؤكد أن الدولة المصرية هي دولة أفعال وليس أقوال ويشير إلى مدى إيمان القيادة المصرية بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمة القدس الشرقية والعيش في أمان واستقرار.