16 عاما هم عدد السنوات التى تابعت فيها بشغف لعبة التنس، فأصبحت مهوسا بأسماء نجوم ونجمات اللعبة العالميين، والبطولات، الرسمية منها والودية، والملاعب العالمية، وقدامى النجوم، وحتى المعلقين المصريين والعرب، فبات لى نجوم مفضلين، ولاعبين آخريين أتمنى دائما خسارتهم أمام نجومى المفضلين، وهى سنة الألعاب الرياضية، ولكن منذ اليوم الأول لشغفى لهذه اللعبة وأنا أتساءل، متى أرى علم مصر يرفرف في سماء ملاعب "اللعبة البيضاء".
متى أرى علم مصر يُرفع على أراضى استراليا المفتوحة أو ويمبلدون أو رولان جاروس أو أمريكا المفتوحة للتنس، وهم بطولات التنس الكبرى التي تسمى بـ "جراند سلام"، وهى أهم بطولات في العالم وغاية أي لاعب لكرة المضرب، ومتى يواجه لاعب مصري رفاييل نادال أو روجر فيدرير، أو لاعبة مصرية تواجه سيرينا وفينوس ويليامز و بيترا كفيتوفا وماريا شاربوفا، قبل أن يعتزل من يعتزل، أو متى أرى بطولة تُسمى "مصر المفتوحة للتنس"، أو "بطولة القاهرة للأساتذة" أو "شرم الشيخ الودية"، وغيرها من عشرات الأسئلة التي تنهال على رأسى كلما تابعت مباراة في عالم الكرة الصفراء.
وفى الوقت الذى مازالت الأسئلة تُطرح فيه، تسللت ميار شريف داخل هذا الحلم، واستطاعت في شهور قليلة أن تضع نفسها في مصاف كبار النجوم، وبدأت تتصاعد شيئا فشيئا في الترتيب العالمى للعبة، ورفعت بالفعل علم مصر في أكثر من مناسبة رياضية كبرى، وجاءت اللحظة التي سطرت فيها التاريخ بحروف من نور، حينما شاركت في فرنسا المفتوحة للتنس العام الماضى، وتخطت الأدوار التمهيدية وشاركت بالفعل في النهائيات، وهو انجاز غير مسبوق للاعبة مصرية أن تصل لهذه الأدوار من واحدة من أهم البطولات العالمية.
ميار شريف، فجر مصري بدأ في البزوغ، علينا دعمه لنهاية المشوار، فميار لن تكون الأخيرة، ولكنها الانطلاقة الحقيقية لوضع مصر بين الدول الكبار في هذه اللعبة العريقة التي تمتد لقرابة الـ 150 عاما، صحيح أن مصر دولة كبيرة في هذه اللعبة ولكن ليس على المستوى الدولى والبطولات الكبرى والعالمية، ولكن يحسب لميار وجيلها أنهم يتطلعون لطموحات كانت في يوم من الأيام مجرد دربا من دروب الخيال، فأيام قليلة تفصلنا عن "رولان جاروس" أو فرنسا المفتوحة التي تشارك ميار في أدوارها التمهيدية، وبداخلى أمل أن تصل إلى أدوار أبعد من التي وصلتها في النسخة الماضية.
ميار، هي الخطوة الأولى نحو الاحترافية الحقيقية، في انتظار باقى الخطوات ومبادرات نحو استضافة بطولات كبرى في مصر تساهم في الترويج للسياحة المصرية، أو دعوة لاعبين كبار ومصنفين عالميين ببرامج سياحية مميزة، ليعرفوا بأنفسهم أن لديهم جمهور كبير وضخم يتابعهم ويتابع أخبارهم ومبارياتهم.