الأساطير الرياضية في تاريخنا لا حصر لها، من حيث المهارة الكروية، إلا أن قليلون جدا الذين يتمتعون بالبقاء في الذاكرة مهما مر الزمان، وأسلط الضوء خلال سلسلة مقالات على حكايات أهم هؤلاء الأساطير، ونبدأ اليوم الحديث عن الراحل محمد حسن حلمى رئيس نادي الزمالك الأسبق والشهير بـ"حلمي زمورا" صاحب العديد من الألقاب مثل "المهندس الفقير".."هرم الزمالك".. "صاحب الثورة الإنشائية".. فقد عاش رحلة من الكفاح على مدار تاريخه، فهو ابن قرية ميت كنانة بمركز طوخ محافظة القليوبية الذي اقترن اسمه باسم النادى الزمالك على مدار أكثر من نصف قرن ، نال خلالها عشق جماهير النادى واحترام جميع الأندية الأخرى المنافسة وعلى رأسها النادي الأهلي "الغريم التقيلدي" مع "القلعة البيضاء"، وذلك نظرا لقدراته ومواهبه الخاصة فى القيادة سواء وهو لاعب أو إدارى أو رئيس للنادى.
إذا قررت أن تكتب عن زامورا وترصد حكاياته مع الكرة المصرية فلن تجد كلامًا يحاكى قصة حبه وعشقه لنادي الزمالك التي تخطت كل الحدود، فهو منذ نعومة أظافره وجد حب "المختلط" في وجدانه ويسيطر على عقله، وهو ما نتحدث عنه في سلسلة حلقات عن تاريخه الكروى.
أحلام حلمى زامورا –الذي ولد في 13 فبراير 1912 –، بدأت مع عالم الساحرة المستديرة- وفقاً لما قالته ابنته روكسان عضو مجلس إدارة نادي الزمالك الأسبق فى حوارات سابقة -عندما كان طالباً فى المدرسة المحمدية الإبتدائية ، والتحق بفريقها عام 1925 ، وكان يعتبر فؤاد الجميل ظهير أيسر منتخب مصر مثله الأعلي، وفى عام 1929 لعب بالفريق الأول للمدرسة الخديوية الثانوية مع محمد لطيف ومصطفى كامل طه، وفى نفس العام تحقق حلمه الكبير وانضم لنادى المختلط (الزمالك) ، وبدأ من خلال اللعب فى الفريق الثانى، ثم لعب فى عام 1934 جناحاً أيسر للفريق الأول بعد إصابة جناح "الزمالك " وقتها جميل الزبير، وطوال هذه الفترة كان يلعب لمنتخب المدارس الثانوية ، حيث كانت مباريات المدارس لا تقل قوة أو إثارة عن مباريات الأهلى والزمالك، وكان اهتمامه بالكرة سبباً رئيسياً فى بقائه بالمدارس الثانوية لمدة 8 سنوات.
بعدها ذاع صيته كلاعب ، وأطلق عليه لقب زامورا حينما كان يشارك مع الزمالك في مباراة مع فريق من إسبانيا في الثلاثينيات من القرن الماضي، وكان حارس الفريق الإسباني هو ريكاردو زامورا حارس المنتخب الإسباني الشهير على مدار 16 عاماً، ونجح نجم الزمالك في إحراز هدف رائع بقدمه اليسرى، ظل وقتها حديث الجميع، حتى قابله محمد حيدر باشا رئيس نادي المختلط حينذاك وقال له :" إزيك ياحلمي زامورا"- في إشارة منه لهدفه الذي احرزه في الحارس الإسباني-، فضحك حلمي وقتها ومعه زملائه ومنذ ذلك الحين أطلق عليه لقب "حلمي زامورا".