من 3 أسابيع تقريبا كان خبر وفاة الدكتور إيهاب سراج الدين، مدير بنوك الدم القومية، وهو منصب هام فى الدولة أشرف فيه الراحل على بنوك الدم، وكذلك المشروع القومي لتجميع البلازما، وكان الراحل شخص على قدر المسئولية، وقادر على العمل بإخلاص وأمانة وقدرة على التعاون مع الجميع.
كان الدكتور إيهاب سراج الدين، من الشخصيات المعروفة إعلاميا، خاصة مع ظهور أزمة فيروس كورونا، فقد كان الرجل يعرف الازمة التى تواجهه شخصيا، فالمواطنين قل ذهابهم للعمل بسبب الاجراءات الاحترازية، ثم أصبحت المستشفيات تستقبل مرضى كورونا فقط، فقل عدد المتبرعين بالدم، والتبرع بالدم ليس ترفا يقوم به المواطنين، بل هو وسيلة لإنقاذ نفس بشرية، حينها كان الدكتور ايهاب سراج الدين على قدر المسئولية الوطنية، جعلته يخرج مرة تلو الأخرى، ويستقدم الشخصيات العامة ضمن المنظومة الاعلامية لوزارة الصحة، وذلك لتشجيع المواطنين على التبرع بالدم، وتأكيد أمنهم وسلامتهم فى عمليات التبرع.
فى أحد تدويناته الأخيرة قبل وفاته كتب " جبر الخواطر سر من أسرار كرم الله"، وربما يكون من قبيل الاعتراف بالجميل وجبر الخاطر، كان القرار المناسب فى الوقت المناسب للدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة، بأطلاق اسم الدكتور ايهاب سراج الدين، على مركز نقل الدم بالعجوزة، وهو المركز الاكبر على مستوى مصر، فى منطقة الدقى، وذلك تقديرا من الوزارة لإسهامات الراحل فى مجال نقل الدم، وتجميع البلازما.
كان الدكتور ايهاب سراج الدين على المستوى الشخصى، بشوشا متعاونا ، مؤمنا بوظيفته وحدودها، ويرغب فى التطوير والتحديث والابتكار، وبالمناسبة أقول هذا بناء على لقاءات قليلة بيننا، بحكم العمل الإعلامي، لكن وظيفته كانت انقاذ الناس، وهذه ليست وظيفة يمكن المرور عليها بسهولة.
إطلاق اسم الدكتور ايهاب سراج الدين، يفتح المجال للبحث دائما عن فكرة توقيت القرار وأهميته، وطرق التنفيذ، حيث توفى الراحل منذ 3 أسابيع تقريبا، وفى تلك الفترة كان القرار ثم صدر التنفيذ، حتي تم تعليق اللافتات المناسبة بالشكل المناسب علي مركز نقل الدم، بحيث يراها كل من يمر بشارع البطل أحمد عبد العزيز، وهو ما يشعر أهله وأصدقائه وتلاميذه أن التفاني فى العمل يقدر دائما من الدولة والمسئولين، وأن التضحيات والاخلاص فى المسئولية لن يضيع، و هو ما فعله الدكتور ايهاب سراج الدين، ومؤكد سيفعله تلاميذه.