رغم توقف قطار رقم 833 "أسوان/ القاهرة" بمدينة ببا ببنى سويف، بعد أن سقطت عجلة من البوجى الخلفى للعربة الثالثة، دون وقوع إصابات أو تلفيات، وفقا لتأكيد الهيئة فى بيانها، وما أحدثه من أزمة للركاب واستنفار للأجهزة المعنية، إلا أن هناك نقاطا مضيئة تدعو للأمل والتفاؤل سواء على صعيد التعامل مع الأزمات بشكل احترافى ومحترم، أو على صعيد أن هناك أملا فى السعى قدما نحو تحسين المرفق مستقبلا.
وأول هذه النقاط، تعامل "السكة الحديد" فورا مع الحادث بكل جدية، وذلك من خلال تشغيل الخط الطالع فى الاتجاهين لعدم تعطيل حركة مسير القطارات، حيث أتت الأوناش فورا وكأنها مستعدة، وقامت برفع العربة من على الخط النازل دون تلكؤ أو تراخى، لتعود حركة مسير القطارات بصورة عادية في الاتجاهين، وهذا ما قلل من حدة الأزمة.
وثانى هذه النقاط، هو الاستنفار العاجل والمنظم من قبل المحافظة، من خلال غرفة الأزمات، وقيادات المرور، وكافة الأجهزة المعنية، الأمر الذى أدى إلى سرعة عمل حرم آمن لموقع الحادث، وعمل كردون للتعامل مع الركاب والوقوف على حالتهم الصحية، وضمان عدم تعطل حركة المرور.
لكن الشىء الجميل والمضيىء حقا، هو تحرك الأهالى القانطين بجوار موقع الحادث، محملين بالمياه المثلجة وكميات من الطعام وتوزيعها على الركاب في ظل موجة الحر، وارتفاع درجة الحرارة، في موقف يكشف كرم المصريين، ويجسد مشهدا رائعا لن تراه إلا فى مصرنا الغالية.
ومن النقاط المضيئة أيضا، أنه تم توفير نحو 80 ميكروباص و6 مينى باص، لنقل ركاب العربة المعطلة لمحطة بنى سويف، الأمر الذى خفف من التكدس في موقع الحادث في ظل ظرف كورونا من جهة، ومن جهة أخرى خفف من معاناة الركاب ومساعدتهم لركوب قطار أخر مراعاة لظروفهم ومصالحهم، وقابل هذا المشهد وهذا التحرك بترحاب كبير من الركاب، فلك أن تتخيل لو حدث تباطوء كم من الأضرار قد تلحق بهؤلاء الركاب، لكن كل هذا حدث وسط تناغم بين الأجهزة التنفيذية وقيادات برلمانية بالمدينة، مما يعكس حرص الكل على تدارك الأزمة.
وختاما، إن هذا الحادث رغم أننا لن نود أبدا أن يتكرر مرة أخرى، حتى لا يعرقل الطفرة الهائلة الحادثة من أجل تحسين وتطوير المرفق، سواء بالتحديث أو التطوير لرفع معدلات السلامة والأمان، كشف عن عدة مشاهد إيجابية في التعامل مع الأزمات، وهذا ما نتمنى تكرار تلك المشاهد الإيجابية لأنها تعكس يقظة الأجهزة التنفيذية فضلا عن تخفيفها من حدة آثار الأزمة الرئيسية، مطالبين هيئة السكة الحديد بضرورة كشف أسباب مثل هذه الحوادث والعمل على تلافيها وعدم تكرارها، لتستكمل مسيرة التطوير فى هذا المرفق الحيوى..