وصول المعدات المصرية إلى القطاع خطوة تستهدف إعادة الإعمار وتحسين الأوضاع المعيشية للشعب الفلسطينى
دور ثلاثى الاتجاهات والأبعاد، لعبته مصر باقتدار - وما زالت - فى الأحداث التى شهدتها الأراضى الفلسطينية منذ بدايات الأسبوع الثانى من شهر مايو الماضى، مع اندلاع أحداث المواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلى فى محيط المسجد الأقصى، وبالتحديد فى حى الشيخ جراح، ثم امتدت المواجهات لقصف جوى عنيف لقطاع غزة، ورد من الفصائل بصواريخ استهدفت «إسرائيل»، لتتدخل القاهرة وتنهى الأزمة، بعد تحركات مكثفة ومتواصلة على المحاور السياسية والأمنية والإنسانية، رفعت جميعها شعار دعم حقوق الشعب الفلسطينى، وهو ما أكد عليه الرئيس عبدالفتاح السيسى فى أكثر من مناسبة، وتوج بدخول المعدات الهندسية المصرية إلى غزة لبدء عمليات رفع الأنقاض، وإزالة ركام المنازل المتهدمة، فى إطار مبادرة الرئيس السيسى لإعادة إعمار غزة وتحسين الأوضاع المعيشية لأهلها.
فيما يتعلق بالجانب الإنسانى فى الدور المصرى، فإن الأمر شمل عدة خطوات وإجراءات، بينها إعلان الرئيس السيسى تقديم مصر مبلغ 500 مليون دولار، كمبادرة تخصص لصالح عملية إعادة الإعمار فى قطاع غزة نتيجة الأحداث الأخيرة، كما أعلن قيام الشركات المصرية المتخصصة بالاشتراك فى تنفيذ عملية إعادة الإعمار.
وإلى جانب ذلك، بادرت مصر، ومنذ اللحظات الأولى للأحداث، بفتح معبر رفح لإدخال المساعدات، ونقل الجرحى والمصابين وعلاجهم فى مستشفيات سيناء، فضلا عن الدفع بالعشرات من سيارات الإسعاف والأطقم الطبية إلى معبر رفح فى استقبال المصابين، ورفعت درجة الطوارئ بمستشفيات سيناء، وتزويدها بالأطباء والممرضين وسيارات الإسعاف والتجهيزات الطبية، إلى جانب الدفع بشاحنات تحمل المواد غذائية والإغاثية والعلاجية، حيث تم الدفع بقافلة مساعدات شملت 130 شاحنة محملة بعدد 2500 طن مواد غذائية، وأدوية، وألبان أطفال، وملابس، ومفروشات، وأجهزة كهربائية، ومواد طبية، وغيرها من المواد المتنوعة المقدمة من خلال صندوق تحيا مصر.
تنسيقية شباب الأحزاب وعدد من الأحزاب السياسية والجمعيات الأهلية قدموا أيضا قوافل مساعدات طبية وغذائية ضخمة، كما قام صندوق «تحيا مصر» بتفعيل حساب باسم «037037 - إعادة أعمار غزة» فى كل البنوك المصرية، لاستقبال المساهمات والتبرعات لدعم أهالى القطاع.
تواصل الدعم الإنسانى المصرى لأهالى غزة، بتوجيه الرئيس السيسى، بإدخال دفعة مساعدات جديدة بلغت 500 طن من الاحتياجات الإنسانية والدوائية والغذائية لقطاع عزة، وأعقب ذلك إدخال 13 شاحنة مواد غذائية، و5 شاحنات من الأدوية والمستلزمات الطبية، معونة من الهلال الأحمر المصرى لمستشفيات قطاع غزة، كما أعلنت وزارة الصحة الدفع بـ 65 طنا من المساعدات الطبية إلى القطاع ، ونظمت وزارة «الأوقاف» قافلة مساعدات طبية وغذائية بقيمة 50 مليون جنيه، وفتحت وزارة التضامن الاجتماعى مركز الإغاثة التابع لها، لإقامة فرق الأطباء والمسعفين والمشرفين.
المجلس الأعلى للجامعات أعلن بدوره تقديم كل أشكال الدعم التعليمى والبحثى للجانب الفلسطينى، وتقديم جميع التيسيرات والدعم للطلاب الفلسطينيين الدارسين بالجامعات المصرية، وقرر المجلس إعفاء الطلاب الفلسطينيين الوافدين القادمين من قطاع غزة، للدراسة بالجامعات الحكومية المصرية، من القسط الثانى للمصروفات الجامعية للعام الجامعى الحالى، ودعم مؤسسات التعليم العالى بقطاع غزة بكل احتياجاتها من أعضاء هيئة التدريس والتجهيزات اللازمة.
بالتزامن مع زيارة وفد أمنى رفيع المستوى، برئاسة الوزير عباس كامل، مدير المخابرات العامة، إلى الأراضى الفلسطينية وإسرائيل، وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى الجهات المعنية بسرعة إدخال معدات للمساهمة فى إعادة الإعمار، وذلك استجابة لطلب الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبومازن، وهو ما تم بالفعل، بدخول المعدات المصرية إلى قطاع غز، والبدء الفعلى فى عمليات إعادة الإعمار وإزالة آثار القصف الإسرائيلى للقطاع.
المبادرة المصرية لإعادة إعمار غزة، التى أعلنها الرئيس عبدالفتاح السيسى فى إطار الدعم الكامل للشعب الفلسطينى، جاءت لتمثل تطورا نوعيا فى رد الفعل العربى، تجاه ما يجرى على أرض فلسطين، عبر عدة عقود، اقتصر خلالها رد الفعل هذا على عبارات الشجب والإدانة والاستنكار، وإبداء التعاطف، لتنقل المبادرة المصرية رد الفعل العربى إلى خانة الفعل على أرض الواقع، ومد يد المساهمة بطريقة عملية وواقعية وذات جدوى، إلى الشعب الفلسطينى بشكل عام، وأهالى غزة على وجه الخصوص، حيث تستهدف المبادرة تحسين الأوضاع المعيشية لأهالى القطاع، وإزالة آثار القصف الإسرائيلى للمنازل والمنشآت، وتحسين أوضاع البنية التحتية والمرافق، وهو ما تجاوب معه الأهالى، الذين عبروا بطرق مختلفة عن إدراكهم لأهمية الخطوات والإجراءات المصرية، فكانت مشاهد رفع الأعلام المصرية فى القطاع، وانتشار لافتات تحمل صور الرئيس السيسى وعليها عبارات داعمة للشعب الفلسطينى، دليلا واضحا على هذا الإدراك لدى فئات الشعب الفلسطينى المختلفة، وتجاوبهم مع كل خطوة تقوم بها مصر، سواء على المستوى السياسى أو الأمنى، من التدخل لوقف إطلاق النار وتثبيت الهدنة، إلى استضافة حوار الفصائل الفلسطينية فى القاهرة، أو على المستوى الإنسانى، سواء بقوافل المساعدات أو بالبدء الفعلى فى إعادة إعمار وبناء غزة.