معلوم أن الدولة المصرية واجهت عدة تحديات كبرى على كافة الأصعدة والمستويات، سواء تحديات اقتصادية أو خدمية، أو تحديات تخص الأمن القومى الحدودى والأمن القومى المائى، إلا أنها استطاعت بعزيمة الرجال خلال الـ 7 سنوات الماضية من مواجهة تلك الصعاب والتعامل معها بقوة الإرادة والصمود نحو مستقبل مشرق، مهما كانت المؤامرات والمصاعب، لتعلن القيادة ومن خلفها الشعب المصرى، إنها ضد الانكسار والهزيمة.
فمن منا ينسى الأزمات الطاحنة التى واجهها المصريون بعد 2011 من نقص في السلع التموينية والغذائية والبترولية، وغياب الأمن والأمان، وضعف البنية التحتية وتهالكها، وانتشار العشوائيات، ليصبح المصريون بين المطرقة والسندان، يا قبول وضع تحكمه حلول "المسكنات" كما كان الحال في العقود السابقة، أو قبول التحدى وهزيمة المستحيل، فكان الاختيار هو قبول التحدى، فكانت ضربة البداية مشروع قناة السويس الجديدة، الذى أثبت المصريون أنهم قاهرون المستحيل بعد التنافس في التمويل، وإنهائه فى عام واحد، ليقف العالم كله مشيدا بإرادة المصريين وعظمة المشروع.
ثم تأتى العظمة الحقيقية في قبول قرارات الإصلاح الاقتصادى، رغم المعاناة والصعاب ووسط حملات من قوى الشر من التشكيك والتضليل، لكن الإيمان بالتحدى جعل المصريون يواجهون هذا الأمر بالصمود والتحمل، وانطلق برنامج الإصلاح الاقتصادى، ليثبت الشعب بأنه بطل تلك المرحلة، ليقدر له الله أن يُجنى ثمار هذا الإصلاح وخاصة في أزمة كورونا التي هددت أعظم الاقتصاديات العالمية، إضافة إلى تحقيق عدة مكاسب كبيرة للاقتصاد المصرى، أهمها قدرة المنتجات المصرية على المنافسة، وتوفير فرص عمل حقيقية للشباب، ووصول الاحتياطي النقدى لأكبر رقم في تاريخ مصر بقيمة 45 مليار دولار 2020، وكذلك تحقيق طفرة متميزة في قطاع الصحة والتعليم، والبنية التحتية، وما يحدث في مبادرة حياة كريمة خير شاهد من تغيير حياة 58 مليون مواطن ريفى.
وما يدعو حقا للفخر، أن وسط هذه التحديات، كان شعار "يد تحمى ويد تبنى" حاضر بقوة فى معركة حماية الأمن القومى ومواجهة التداعيات غير المسبوقة التى تعيشها المنطقة، وعلى رأسها ظاهرة الإرهاب، تزامنا مع الدخول في معركة إعادة بناء مصر من جديد، ليثبت المصريون أنهم على قدر الثقة في المعركتين، فها هي عملية شاملة للقوات المسلحة فى سيناء لتطهير أرض الفيروز من أعداء الوطن، وها هى بشائر الخير والأمل، تهل بعد اكتشاف أكبر حقل غاز فى البحر المتوسط، "حقل ظهر"، وتأسيس أقوى تحالف إقليمى "منظمة غاز شرق المتوسط"، وبناء مدن للجيل الرابع "كالعاصمة الإدارية الجديدة والعلمين والجلالة" واستحداث شبكة طرق ومواصلات، وكذلك الاهتمام بمنظومة الدعم وبرامج الحماية الاجتماعية..
والجميل، أيضا أن الدولة المصرية لم تنسى العمود الفقرى للأمة، وهم الشباب، فحرصت كل الحرص على توليهم المناصب وسماع أصواتهم، فجاء تنظيم أكبر منتدى شباب فى العالم، وأصبح هناك أكاديمية لتدريب وتأهيل الشباب، وبالفعل رأينا محافظا شابا ونائبا للوزير شابا، وحرصها على تمكين المرأة لتصل للريادة خلال السنوات الماضية، حيث تولت كافة المناصب ومثلت بأكبر تمثيل فى تاريخ البرلمان، وأخير قرارات الرئيس بتعيينها في مجلس الدولة والنيابة العامة.
وختاما، نقول إن ما تشهد مصر الآن بمثابة معجزة اقتصادية وأمنية بمعنى الكلمة، بعد أن تم استعادة ريادتنا من جديد في المنطقة، وعادت إلينا كلمتنا المسموعة من جديد، ليعود من ظنوا أنهم قادرون إلى أماكنهم، وتستمر مصر في ظل قياداتها السياسية في الانتصار لوطنها ولأمتها لتثبت للعالم إنها التاريخ والحاضر والمستقبل..