غرد التونسي فرجانى ساسى لاعب وسط الزمالك، فيما معناه أن علاقته بالزمالك انتهت، ليكتب بيديه كلمة النهاية لقصة طويلة عريضة انهكت الجميع بما فيهم اللاعب،النادى، الجمهور، والإعلام.
الجميع أخطأ في قضية تجديد تعاقد فرجانى ساسى للزمالك سواء اللاعب أو النادي.. لنصل إلى النهاية المتوقعة.
كل المؤشرات لم تكن تصب نهائيا في صالح بقاء ساسى مع الزمالك، ونسبة بقائه فترة جديدة مع النادى لم تتعدى الصفرحتى فى أكثر مراحل التفاؤل الجماهيرى.
فرجانى كونه لاعب محترف، يبقى شغله الشاغل عامل المادة والمقابل المادى الذى سيتقاضاه، فهو يبحث عن مصلحته في المقام الأول والأخير، باعتباره لاعب أجنبى يعيش بعيدا عن بلده واسرته من أجل المال، وإذا لم يتوفر له ذلك فما جدوى البقاء، وإذا ما وجد مكانا أخر يمنحه المال الأكثر مؤكد سيختاره ، وهو ما حدث بالفعل ووضح ذلك من جملته بالتويتة" الخيرة فيما اختار الله" التي تضمنتها التويتة و تكشف اختياره الجديد لنادى أخر يكمل معه مسيرته.
نقطة أخرى، وجب وضعها في الاعتبار فيما يخص قرار ساسى ودوافعه للرحيل عن الزمالك، متمثلة في عامل السن فهو يبلغ من العمر 29 عاما وقد يكون هذا التجديد أو العقد هو الأخير الذى يمكنه من خلاله وضع شروطه والحصول على ما يريد من مقابل، أيضا ربما يكون عامل عدم الاستقرار الدائر داخل الزمالك من ضمن الأسباب التي جعلت ساسى يشعر بعدم الاطمئنان على مستقبله مع الزمالك وتخوفه من إمكانية عدم الحصول على مستحقاته بانتظام مثلما حصل معه الفترة الأخيرة ويخشى من تكرار التجربة التي جعلته يخرج عن تركيزه داخل الملعب ويفكر في أمور أخرى ما يجب أن تكون محل جدل وتشتيت.
على مستوى الزمالك، الخطأ كان واضحا في طريقة التعامل مع هذا الملف الشائك وعلى وجه التحديد من اللجنة الثلاثية السابقة التي أهدرت الكثير من الوقت دون نتيجة واضحة وحدثت مماطلة كبيرة في انهاء الامر مبكرا، لو كان هناك قدرة من الكياسة في التعامل مع اللاعب ووكيله على المستوى الشخصى قبل المادى، فما بالك والاثنين لم يكونا متوفرين؟!. وربما يكون السبب فى ذلك عدم الاستقرار الإدارى الذى يعيشه الزمالك واعتبار وقت اللجنة الثلاثية كان النادى بلاحول ولاقوة.
وإذا ما نظرنا إلى النتيجة في الجانبين – سواء الزمالك أو ساسى – من فك الارتباط .. سنجد أن هذا خاسر وهذا خاسر !
الزمالك خسر كون ساسى ليس مجرد لاعب في النادى، فهو عمود من أعمدة الفريق وطريقة اللعب تٌبنى على وجوده مثله مثل مصطفى محمد الذى تأثر الزمالك كثيرا برحيله ولم يستطع تعويضه أو ضم لاعب يحمل نفس الجودة، ولم يعد الفريق حمل خسارة عمود جديد لتبقى أركانه آيلة للسقوط في أي لحظة لو لم يتم تدراك الموقف سريعا بتدعيمات سوبر ستار.
ساسى خسر كون الزمالك هو من صنع شعبيته ومنحه النجومية التي يحياها حالا ولم يكن يملكها قبل التعاقد مع نادى ميت عقبة منذ ثلاث سنوات.. الكثير في مصر وخارجها كان يجهله ولم يكن بنفس الشهرة والصيت التي وصلها بالتوهج مع الفريق الأبيض.. وهو ما سيشعر به قريبا ولن يجد مع ناديه الجديد أيا كان هو مين نفس الجماهيرية وحالة العشق التي كان يجدها داخل البيت الأبيض وهذا في حد ذاته يعد امتيازا في عقده لا يقل أهمية عن المقابل نظرا لما لهذا من تأثير إيجابي يمنح أي لاعب طاقة إضافية ترفع مستواه ومعه ترتفع قيمته التسويقية.. ولعل ما حدث معه داخل الزمالك أكبر دليل على ذلك وإلا ما أصبح ساسى مطلبا للعديد من الأندية داخل وخارج مصر.