دقائق من الصمت المقلق سيطرت علي العالم أجمع ليلة أمس في لحظة سقوط اللاعب الدنماركي اريكسن علي أرضية الملعب مغشيا عليه دون تدخل من أخد خلال مباراة منتخب بلاده أمام فنلندا.
لحظة أحتمعت فيها مشاعر كل العالم علي قلب رجل واحد محملة بدعوات لانقاذه من الموت الذي كان قريبا منه بشكل كبير لولا العناية الآلهية ليكتب له الله سبحانه النجاة والحياة من أول جديد.
مشاهد دعم متشابة في مضمونها ومختلفة في طريقة عرضها ظهرت علي الشخصيات المقربة من اريكسن عند اصابته وتجلي الأمر في صورة اكتسبت تعاطف جميع المتابعين عندما ظهرت زوجة لاعب انتر ميلان الإيطالي وهي تبكي شدة خوفا علي حياة شريك العمر وأبو الأبناء وكذلك الشعور الألم للاعبين داخل الملعب وكيف قام زملاء اريكسن باحاطته عند اسعافه حتي لحظة افاقته وخروجه من الملعب حفاظا عليه من التصوير وهو في هذة الحالة.. وكذلك دعم البلجيكي لوكاكاو زميله في انتر ميلان عقب احرازه هدفا في مباراة بلجيكا وروسيا وذهب إلي الكاميرا هاتفا (نحبك اريكسن).
والاهم من كل ذلك المساندة الفعلية البطولية من المدافع سيمون كاير الذي كان سببا رئيسيا في انقاذ حياة اريكسن وهو الذي فطن لطبيعة الحالة ونجح في عدل وضع رقبة اريكسن ومنعه من بلع لسانه .
دروس توعوية خرجنا بها من مشهد سقوط اريكسن تمثلت في الجاهزية الطبية علي أعلي مستوي داخل الملعب وقدرة المسعفين علي افاقة اللاعب بأحداث الأساليب الأسعافية عبر جهاز صدامات كهربائية .. وهو ما نأمل في توفرها بملاعبنا وعدم إهمال وجود أسعاف خلال المباريات في كل المسابقات وعدم تجاهل الأمر مثلما يحدث كثيرا ولنا في ذلك قصصا طويلة ليس وقت سردها.
موقف الاتحاد الأوروبي كان مثاليا في التعامل مع الموقف عندما تعامل بإحترافية عالية .. اذ أوقف المباراة عند الدقيقة 40 ولم يستكملها إلا بعد الإطمئنان الكامل علي اريكسن والحصول علي موافقة الاتحاد الدنماركي باستكمال المباراة .
تعامل لاعبي المنتخب الدنماركي كان أشد صعوبة.. وموافقتهم علي استكمال المباراة بعد حالة الهلع التي انتاباتهم ومدي تأثير ذلك علي لياقتهم الذهنية والنفسية .. قرارا شجاعا يستحقون عليه كل الثناء حتي ولو خسروا المباراة في النهاية.
ختاما .. حالة اريكسن ربما تكون توصيف للوضع الذي وصل إليه لاعبي كرة القدم حول العالم .. ومدي الإجهاد البدني والصحي الذي يواجهونه من ضغط المباريات سواء علي مستوي الأندية والمنتخبات من كثرة المنافسات التي يشاركون فيها دون راحة وتدخل المواسم الكروية في بعضها .. ازاء حالة الجشع المالي التي يفكر بها السويسري انفانتينو رئيس فيفا واقدامه علي زيادة عدد البطولات بين والحين والأخر ببطولة تلو أخري وكأن اللاعبين هؤلاء آلات بالريموت يستهلكها دون هوادة أو رحمة.. المهم المال الكثير وأرواح اللاعبين مش مهم.