مستويات ممتعة ونتائج مثيرة خرجت بها الجولة الأولي من يورو 2020 حتى الفرق المغمورة أوغير المصنفة أو مرشحة قدمت مردودا طيبا، وكانت على قدر الحدث - مثل فنلندا التى تشارك لأول مرة فى اليورو ونجحت فى الفوز على الدنمارك - فيما لم يظهر بعض الكبار المتصدرين للترشيحات فى غير مستواهم فى مقدمتهم منتخب إسبانيا الذى لم يستطع مجرد خلق فرص حقيقية أمام منافس ليس عادى هو السويد.
المباريات الـ12 التي أقيمت حتي الآن شهدت ندية واثارة وكان أفضلها بلا منافس لقاء هولندا وأوكرانيا الذي أمتع الجماهير بتقلب نتيجته أكثر من مرة حتي حسمها الطواحين قبل نهايتها بخمس دقائق فقط، ويأتى من بعدها المباراة الأخيرة فى الجولة بين ألمانيا وفرنسا التى جاءت أشبه بنهائى مبكر و غلب عليها الطابع التكيتيكى بين الفريقين والحذر، وأن كان تسرع وارتباكالمانشافت تسبب فى خسارتهم بهدف عكسى هو الثالث فى البطولة حتى الأن فى معدل غير طبيعى للأهداف الذاتية، فى المقابل حافظ الديوك على هدوئهم واستغلوا المساحات فى خطوط الألمان لفرض سيطرتهم على مجريا المباراة.
واضح أن أغلب المنتخبات تميل إلى اللعب الهجومي المباشر وهو ما تسبب فى تحقيق حصيلة تهديفية للجولة الأولى جاءت مرتفعة، إذ سٌجل 28 هدفا بنسبة أكثر من هدفين في كل مباراة، وكانت الغلبة للشوط الثانى الذى شهد تسجيل 21 هدفا، فيما جاء في الشوط الأول 7 أهداف فقط، وواكب ذلك تسجيل أهداف فى جميع المباريات باستنثاء لقاء وحيد بين إسبانيا والسويد.
صراع تهديفى مبكر على جائزة الحذاء الذهبى، اقتحمه الأسطورة كريستيانو رونالدو فى اليوم الأخير من الجولة، بتسجيله ثنائية بشباك المجر، ليتساوى مع لوكاكو، والسلوفاكي باتريك بهدفين لكلا منهم من مباراة واحدة.. فى انتظار المزيد من الأهداف من الثلاثى فى باقى المباريات، وفتح الباب أمام آخرين لدخول المنافسة التهديفية وهم مؤهلين لذلك أمثال هارى كين وليفاندوفيسكى ومبابى وبنزيما.
*تصنيف المنتخبات المرشحة بعد الحولة الأولي يتصدره منتخب إيطاليا الذي قدم كرة رفيعة المستوي وسحق الأتراك بثلاثية رائعة.. واذا كان البلجيك أيضا فازوا بالثلاثة علي حساب روسيا ولكنهم لم يكونوا علي نفس الرهبة التي بثها الآتزوري في نفوس منافسيه.
بعد إيطاليا يدخل فرنسا وألمانيا والبرتغال كأقوى المنافسين فى اليورو.
إنجلترا لم تكن مقنعة في المباراة الأولى رغم الفوز بهدف سترلينج، لكنهم أهدروا العديد من الفرص السهلة أمام كرواتيا برعونة وعدم تركيز، وهناك هولندا وإسبانيا المنتخبان عليهما تخفظ وضع المديران الفنييان هنا وهناك انريكي وفرانك دي بور تحت وطأة للانتقادات بسبب طريقة لعبهم الدفاعية .. ربما يكون المبرر أن اسكواد الماتدور والبرتقالي ليس بالجودة الكافية في ظل غياب عناصر عديدة مهمة في الفريقين - هولندا مثلا تفتقد قائدها فان دايك والحارس الأساسى سيلين للإصابة وكذلك يغيب عن إسبانيا المخضرم راموس صاحب النفوذ والتأثير الكبير علي زملائه.
*المنتخب الاضعف هو مقدونيا الشمالية الذي يشارك للمرة الاولي في اليورو مثل فنلندا، وأن كان الأخير يختلف في دوافعه وسعي لاعبيه لتقديم صورة جيدة عن منتخبهم وحقفوا فوزا ثمنيا علي الدنمارك في كوبنهاجن، و ربما ساعدتهم الظروف في ذلك بعد التأثير السلبي في نفوس الدنماركيبن إثر إصابة زميلهم إيركسن بنوبة قلبية مفاجأة داخل الملعب.
*الجولة الأولي أري نجمها الأول السويسرى امبولي لاعب مونشجلادباخ الالماني الذي كان علامة فارقة في أداء منتخب بلاده أمام ويلز في المباراة التي أنتهت بالتعادل 1-1 وقدم كل فنون الكرة في اللقاء وساهم في صنع هدف ثان لكنه أٌلغى ليٌحرم فريقه من فوز كان فى المتناول .
*حراس المرمي برز من بين الـ24 حارس رباعي هم ( دانى وارد ويلز - لوكاس هراديكي فنلندا - أولسن السويد).
أسوأ حارس استحقه عن جدارة البولندي تشيزيني الذى سجل في نفسه بالخطأ ويصبح اول خلرس في تاريخ اليورو يفعلها ويتسبب في خسارة بلاده امام سلوفاكيا 2-1.
*التحكيم لم يكن عليه أي تحفظات او حتي إشادات.. الأمور تحكيميا طبيعية.. ولعل التعليق الوحيد كان علي الحكم الهولندىداني ماكيلي الذي أدارة مباراة الافتتاح بين إيطاليا وتركيا و تجاهل ركلة جزاء صحيحة لصالح الطليان بداعى التسلل والذى قد يُحرم من إدارة النهائي خصوصا وانه كان مرشحا بقوة بعد الخطأ التحكيمي الفادح الذى ارتكبه.
ولم يستخدم الحكام الكارت الأحمر سوي مرة واحدة كانت من نصيب كريخوفياك لاعب بولندا ليسجل أول حالة طرد في يورو 2020 فى مباراة بولندا وسلوفاكيا.
من أهم الملاحظات التى خرجت بها الجولة الأولى فى يورو 2020 .. أن الأرض لم تنفع أصحابها في بعض المباريات !
إذ خسر الروس فى مدينة بطرسبورج أمام بلجيك والدنمارك أمام فنلندا فى كوبنهاجن واسكتلندا أمام التشيك فىجلاسكو والمجر أمام البرتغال في بودابست، وتعادل اسبانيا امام السويد فى إشبيلية.
*أسوأ مشهد فى الجولة الأولى استجهان وصفير جماهير اسبانيا ضد مهاجمهم موراتا تعليقا على سوء مستواه، وكذلك التهديد الذى تلقاه المهاجم السويدى ماركوس بيرج بعد إهدراه فرصة سهلة أمام إسبانيا لو كان سجلها لحقق أحفاد الفايكنج الفوز.
*فى الأخير أغلب المجموعات تبدو معقدة والتنافس على اشده بين الجميع .. وأن كانت المجموعة الوحيدة التى يبدو أن الثلاثى الذى سيتأهل منها البرتغال، فرنسا، ألمانيا - واحد كأفضل ثوالث، وسيكون المجر أول المودعين لصعوبة المنافسة عليه وسط هذا الثلاثى العملاق.