فى كثير من القضايا والتفاعلات والهاشتجات على وسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك التفاعل فى بعض القضايا الحوارية، أو ردود الافعال حول ملفات بعينها أو فى الاحداث والفعاليات الكبرى التى تجرى على مستوى الدولة ، يتملكنا الغضب، الذى نبدأ معه اتخاذ قرارات بناء على تلك المشاعر، أو نكتب ونعبر عن مشاعرنا بطريقة سريعة وغير حقيقية، حتي ندرك بعد فترة أن ما فعلناه أو ما كتبناه يمكن أن يحدث بطريقه أفضل أو حتى طريقة مغايره لما تم، ويترتب عليه مسارات أخرى غير ما نتجت، ومن هنا يبرز مصطلح عين الغضب وعين الادراك، وبين الغضب والادراك قد تسقط مؤسسات ودول وأوطان، لان السير فى مسارات الغضب قد لا يكون تأثيره على الفرد نفسه، والعكس صحيح، فإدراك القرار السليم قد ينتج عنه صلاح أسرة أو عائلة أو مدينة أو دولة، وهنا يأتى دور التعليم والنشأة والبيئة التى تؤسس للفرد الذى يتخذ قراره بين العينين.
مصطلحي عين الغضب وعين الادراك، يمكن تفسيرهما لدى المحللين والمستشارين فى أي مجال أو أي مؤسسة أو لدى أو لدى أي صاحب قرار، هو فكرة التحييد الذى يجب أن يتم وقت اتخاذ او قرار، بحيث نقوم بالتغطية عين الغضب، حتى نصل لعين الادراك، وكما يقول الدكتور ماجد عياد أستاذ الذكاء الاصطناعى، أن صاحب القرار فى وقت ما يجب أن نشير عليه بذلك، بحيث يتفهم أن الغضب لا يخرج قرارا سليما، بل الادراك والوعى الكامل هو ما يضع لنا حلول عملية ومناسبة للفعل، وحينها يمكن الوصول للنتائج والاهداف المطلوبة، وإلى هنا ينتهي كلام الدكتور عياد، لكنه يفتح أمامنا مجال للتدبر فى المقارنة بين الغضب والادراك، والقصة يمكن سحبها لكثير من جوانب حياتنا سواء الاجتماعية أو غيرها، فأوقات الغضب التى تحكم الفرد، هي التى تغير حياته وكثيرا من ذلك التغيير يكون سلبا، كما أن الوقت الذى نتدبر فيه و ندرك ما سنفعله، هو الذى يوصلنا لقرار سليم وفى الوقت المناسب.