المدمن يؤذي نفسه، يسىء لذاته ولأهله، يرهق أسرته نفسيًا وماديًا، يشتت أفراد عائلته ليلا ونهارا، يصنع الأزمات من أجل إرضاء أهوائه الشخصية و"مزاجه"، يدفع بسفينة أسرته نحو الهاوية، لو كان المدمن أبا يدمر زوجته وأبناءه، ولو كان ابنا فإنه يكسر قلب أبيه وأمه ويخلق الأزمات لأخوته ويدخل بهم كابوسا لا يفيقون منه إلا إذا راجع نفسه وبدأ رحلة العلاج من الإدمان.
رحلة العلاج من الإدمان محاطة بكثير من الصعوبات والعراقيل، فهي أشبه بطريق وعر يتخلله الكثير من المطبات والصعبات والعقبات والأزمات، تبدأ من ارتفاع أسعار مركز علاج الإدمان والتي أغلبها تتعامل مع المدمن وأهله وكأنهم ماكينات صرف آلي، فتبتكر حيلا كثيرة لجذب أموال من أهل المدمن، وقد تصل لآلاف الجنيهات شهريًا قابلة للزيادة وغير قابلة للنقصان، كثيرا ما تنتهي هذه الرحلات بفشل العلاج والعودة مرة ثانية إلى طريق الإدمان.
في حارتنا مدمن فعل بأهله الأفاعيل، ففعل كل ما تفعله الأفاعي والشياطين والأشرار، دفع عائلته للانتقال من محافظة إلى أخرى للهروب من أصدقاء السوء لابنهم، دمر أسرته، لا ينفق جنيها على أبنائه، وينفق كل ما يربحه على كيفه ومزاجه، حتى خرجت إلى النور مبادرات صندوق مكافحة الإدمان التابع لوزارة التضامن، فالمبادرات الأخيرة التي أطلقها صندوق مكافحة الإدمان، كـ"أنت أقوى من المخدرات" ومبادرة "مصلحتك" ومبادرة "بداية جديدة" وغيرها من المبادرات التي تحارب الإدمان بكل الطرق والوسائل في مصر، وتقف جانبا بجنب مع المدمن حتى يعود من غيبوبته وغربته إلى حياته الطبيعية، فصندوق مكافحة الإدمان يعمل على علاج الإدمان والتعاطي ومواجهة الظاهرة من خلال برامج وآليات تسعي لمحاصرة كل مظاهرها وملاحقة كافة المستجدات التي تطرأ علي سياقها لوقاية شباب مصر من الوقوع في براثن المخدرات وحمايتهم من الانزلاق فيها ومد يد العون لمن يقع منهم في الإدمان للعودة به سليماً معافى ومشاركاً في تنمية مجتمعه".
مبادرات صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي كانت بمثابة النور والأمل وشعاع النور والمنقذ الوحيد لأهل "مدمن حارتنا"، الذين تواصلوا مع صندوق المكافحة وبالفعل بدأ رحلة جديدة لا يمكنني الكشف عنها فصندوق مكافحة وعلاج الإدمان يرفع شعار السرية التامة لرحلة العلاج.
وبعيدا عن سرية رحلة علاج المدمن، أشكر صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والقائمين عليه في كل مكان ونخص بالشكر الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن، وعمرو عثمان مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان، وكل مسئول كبيرا كان أو صغيرا يعمل في هذا الصندوق علي سعيهم الحثيث لمساعدة الناس وتبنيهم نهجا كاملا للحياة ومقاومة تعاطي المخدرات من خلال تنفيذ البرامج القائمة على الأدلة لبناء قدرة الشباب أو المعرضين للخطر وتمكينهم من اتخاذ قرارات إيجابية بشأن صحتهم.
ووفقا لرؤية وأهداف صندوق مكافحة وعلاج الإدمان يتم تنفيذ حملات التوعية والتثقيف التى جرى تخطيطها بعناية لاستهداف الأفراد في دائرة الخطر والأكثر احتمالية للوقوع فيها، وهو ما يضمن أقصى قدر من التأثير الإيجابي، مع توعية عامة لباقى فئات المجتمع تعتمد الإقناع منهجا لتمكينها من مواجهة مغريات ومخاطر المخدرات، وذلك عبر الاتصال المباشر( التوعية المباشرة بكافة وسائلها) أو عبر تنفيذ حملات إعلامية قومية، مثل حملة "أختار حياتك" والتى تتسم بعمق وثراء وتنوع المضمون، وكثافة واستدامة الاستهداف والاستعانة بنجوم المجتمع من الفنانين والرياضيين والشخصيات العامة المؤثرة ذات الشعبية، وتتنوع أنشطة الحملة ما بين تنويهات وإعلانات تليفزيونية وإذاعية وإعلانات طرق وغيرها.
صندوق مكافحة الإدمان لا يواجه مشكلة تعاطي وإدمان المخدرات في مصر، بل يقوم بحملات توعية بأخطار المخدرات، كما أنه يمنح العائد من رحلة الإدمان حياة جديدة ويؤهله للاندماج مرة أخري في المجتمع والعودة للحياة بفرصة عمل من خلال منحه قرضا ليبدأ حياة جيدة .. فشكرا لوزارة التضامن وشكرا لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان على هذا الدور العظيم.