من أفضل لاعب في بطولة أمم أوروبا "يورو 2020" حتى الآن؟.. هذا السؤال يسيطر على المشهد الرياضي حول العالم حاليًا، لكن سيكون من المدهش أو الغريب لو جاءت الإجابة باسم آخر غير الأسطورة كريستيانو رونالدو قائد منتخب البرتغال لأن وقتها ستكون الإجابات حسب الأهواء الشخصية وليست وفقًا للإحصائيات والأرقام.
في رأيي أن الإجابة المنطقية يجب أن تذهب فورًا رونالدو دون أدني تفكير، فعلي الرغم أنه أحد اللاعبين سناً في البطولة بعد بلوغه الـ36 عامًا، إلا أنه برشاقة بدنية ومهارة فنية عالية أحرز 5 أهداف في مرحلة المجموعات اعتلى بهم صدارة الهدافين.. كما أنه وفقاً للتاريخ الحاضر والماضى هو اللاعب الأفضل، ولا يجب أن تتم مقارنته مع أى لاعب حالى، وحتى لو تمت المقارنة فلا بد من مراعاة ظروف كثيرة أهمها الظروف المحيطة، وأعتقد أنه مع هذه الظروف الكفة تميل إليه بشدة.
كريستيانو رونالدو يستحق لقب الأسطورة لأن ما فعله فى مشواره مع عالم الساحرة المستديرة يجعله يتفوق على العديد من أسلافه فى جيله الحالى والأجيال السابقة بمراحل، وليس معنى أنه ترك ريال مدريد الإسباني وانتقل إلى يوفنتوس قبل عاماً، أن يجعل الخبراء يبحثون عن "الشو الإعلامى" ويقولون إنه أصبح لاعبا "منتهي الصلاحية" ويجب عليه الاعتزال، فكلها فى النهاية آراء قاصرة لا تمت للواقع بالصلة، والدليل أنه كان هدافا للدوري الإيطالي بالموسم المنصرم، وهداف النسخة الحالية من اليورو حتى الآن.
فعليًا على أرض الواقع، فإن ما يفعله كريستيانو رونالدو في هذا العمر المتقدم بطبيعة الحال يحير خبراء الكرة بشدة، وهو ما يذكرنا عندما أحرز البرازيلى روبرت كارلوس، الظهير الأيسر الأسبق لمنتخب السامبا وريال مدريد، هدفا فى مرمى فرنسا عام 1997 بتسديدة صاروخية من كرة ثابتة انحرفت الكرة وقتها بغرابة شديدة قبل أن تسكن شباك "الديوك الفرنسية"، فقد شعر كل متابعى كرة القدم بالحيرة، وتصدر عناوين الصحف العالمية حينذاك بعنوان "هدف كارلوس الذى حير علماء الفيزياء"، بالتأكيد هذا الهدف لم يحير العلماء كما أثير لكنه عنوان فيه إسقاطا بسبب جمال وروعة الهدف.
هنا نستطيع القول بأن تألق رونالدو اللافت للنظر في يورو 2020 رسالة خاصة إلى علماء الفيزياء-أقصد بعض خبراء الكرة الاستراتيجيين-، الذين شككوا في قدراته حاليًا نظرًا لكبر سنه، سواء على شاشات التلفاز أو عبر تصريحات في الصحف العالمية أو من خلال ساحات السوشيال ميديا.
الخلاصة تقول: كريستيانو رونالدو أثبت للجميع، صحة المقولة الشهيرة بأن "العمر مجرد رقم"، والعبرة بالمجهود والقتال للحفاظ على القمة.