جاءت ثورة 30 يونيو 2013 لتسدل الستار على عام أسود من حكم جماعة الإخوان الإرهابية، فالجماعة أتت على الأخضر واليابس وبدلا من أن تنشغل الدولة في البناء والتعمير بعد ثورة 25 يناير، انخرطت في صراعات وخلافات لا حصر لها بسبب سياسات جماعة الإخوان والرئيس السابق محمد مرسى والذى عمد منذ اليوم الأول لحكمه على أخونة مؤسسات الدولة وتعيين القيادات الإخوانية في مناصب لا دراية لها بها على الإطلاق.
الإخوان عصفت بالقانون والدستور والكل يعلم الإعلان الدستورى الشهير لمحمد مرسى الذى خصص لنفسه كل السلطات ولم يستمع لصوت العقل وآثر فقط الإنصات لتعليمات مكتب الإرشاد والتي كان لها الدور الأكبر في حكم البلاد حينها، وبدلا من أن تصبح مصر دولة مؤسسات أصبحت مصر تحت حكم الإرشاد.
ونجحت ثورة 30 يونيو في تحويل مصر من اللادولة إلى الدولة مرة أخرى، بعدما اختطفها الإخوان والجماعات المتأسلمة وكان الهدف من ذلك أن يتم تقسيمها وإثارة الخلافات المتتكررة بين مؤسسات الدولة والشارع المصرى، فالإخوان حاولت تقسيم الشعب إلى فئتين مؤيد لمشروع الجماعة ورافض للمشروع، هذا التقسيم كان سيودى بالشعب المصرى إلى حروب وصراعات داخلية تفضى إلى دمار الدولة.
وما أن لبث الشارع المصرى ليتخلص من جماعة الإخوان ويرفض وجودها في الحكم، إلا وانطلقت الدولة المصرية من جديد لتسطر فصلا جديدا من البناء وتستكمل حضارتها الحقيقية بمشروعات قومية عملاقة في مختلف القطاعات كذلك أعادت الثورة الاصطفاف والوحدة بين أبناء الوطن الواحد خلف هدف وهو مصلحة مصر.
العاصمة الإدارية الجديدة وقناة السويس ومشروعات الطرق والكبارى والبنية التحتية سيكون لها تأثير إيجابى للغاية على استقرار الوطن اقتصاديا بعد الاستقرار السياسى الذى حظى به في السنوات الأخيرة، وكل هذه المشروعات إلى جانب برنامج الإصلاح كانت عاملا هاما في صمود الاقتصاد المصرى أمام جائحة كورونا والتي عصفت باقتصاديات دول كبرى لم تستطع مواجهة الازمة.
وعلى الصعيد الخارجي نجحت مصر في إعادة الروح مرة أخرى لكثير من القضايا العربية، وبدأت في إعادة التوازن من جديد ليس فقط للعلاقات المصرية العربية ولكن للعلاقات العربية العربية كافة وقدمت مصر مردودا جيدا للغاية في القضية الفلسطينية كما ساعدت في إعادة الاستقرار للأوضاع في ليبيا مرة أخرى وسعت لحل الأزمة السورية ومدت يد العون لإعادة إعمار العراق كما تبذل جهودا كبيرا في إنهاء ازمة اليمن.
باختصار فإن ثورة 30 يونيو مثلت نقطة تحول مذهلة في مسار الدولة المصرية وأعادت لها الروح والحياة مرة أخرى بعدما اختطفتها جماعة الإخوان، ومهدت لثورة تصحيح سياسية واقتصادية واجتماعية واسعة ستؤثر إيجابيا على مستوى معيشة المواطنين والأجيال القادمة.