أيام قليلة تفصلنا عن حدث تاريخى ينتظره ملايين من المصريين ممن يترقبون ظهور الفراعنة الصغار فى أولمبياد طوكيو، حيث تشارك مصر ببعثة هى الأكبر فى تاريخها وتضم 134 لاعباً ضمنوا التأهل ونيل هذا الشرف الكبير فى المحفل العالمى، وتزامناً مع هذا الحدث التاريخى يبقى سؤال "من يحمل علم مصر فى الأولمبياد؟".
الإجابة عن هذا السؤال تبدو صعبة، لعدم وجود آلية محددة أو معيار واضح أو لائحة لاختيار اللاعب الذى ينال هذا الشرف الكبير والذى لا يضاهيه شرف، ونجاح ليس بعده نجاح، لذا صار رفع العلم المصرى فى طابور العرض فى حفل افتتاح الأولمبياد حلماً لجميع أفراد البعثة المصرية المسافرة إلى طوكيو، خاصة بعدما جرت العادة فى المشاركات السابقة على أن يكون الاختيار بناءً على الإنجازات التى حقها اللاعب، أو كونه سبق له تحقيق ميدالية أولمبية سابقة، أو ربما يكون بناءً على الشهر التى يحظى بها، وهو ما ينطبق على الكثير من الأبطال المشاركين فى طوكيو.
مشاركة محمد صلاح ربما كانت ترفع الحرج عن الكثيرين فى تلك الأزمة، ولمَ لا وهو خير سفير للكرة المصرية ورفعه العلم المصرى فى هذا المحفل العالمى سيكون خير دعاية لمصر وللسياحة المصرية أمام دول العالم، وسوف يصبح حديث العالم، إلا أن عدم موافقة ليفربول على مشاركته فى أولمبياد طوكيو وضع الجميع فى ورطة، وليس شوقى غريب فحسب والذى كان يعول على نجم ليفربول الكثير ، وصار الجميع يبحث عن بدائل، خاصة أن اللجنة الأولمبية باتت مطالبة بترشيح اسم للجنة المنظمة للبطولة وتقديم سيرته الذاتية للمعلقين قبل 3 أو 4 أيام من حفل الافتتاح.
غياب محمد صلاح يُصعب المهمة ويحول وجهة مسئولى اللجنة الأولمبية للبحث عن بديل من أصحاب الإنجازات الأولمبية، وهم كثر، وربما أبرزهم هداية ملاك بطلة التايكوندو وصاحبة برونزية أولمبياد 2016 الأخيرة في ريو دى جانيرو، والتى يؤكد البعض أنها الأقرب بالفعل لهذا الشرف الكبير لتصبح أول مصرية ترفع علم مصر فى الأولمبياد، أو علاء أبو القاسم بطل الفضية فى نفس النسخة، أو إيهاب عبد الرحمن بطل فضية بطولة العالم فى الرمح 2015، أو أحمد الأحمر أسطورة اليد، والذى رفع علم مصر فى حفل افتتاح أولمبياد لندن، أو جيانا فاروق بطلة العالم فى الكاراتيه، وغيرهم من الأبطال.
فى النهاية.. مصر على موعد مع حدث تاريخى، وتمثيلها فى الأولمبياد شرف كبير يحلم به كل رياضي، أما رفع علم مصر فهو الحلم الأكبر الذى لا يضاهيه حلم سوى الفوز ببطولة والصعود لمنصات التتويج ورفع العلم المصرى أيضا وسماع نشيد بلادك الذى يجبر العالم على احترامك واحترام ثقافة بلادك وتاريخها وحضارتها، الأمر الذى يحتم على الجميع الإجابة عن السؤال الصعب والدراسة والتدقيق عند اختيار البطل الذى يرفع علم مصر فى حفل الافتتاح لأنه سيكون خير سفير للرياضة المصرية أمام العالم.