"إن القوات المسلحة لم يكن فى مقدورها أن تصم آذانها أو تغض بصرها عن حركة ونداء جماهير الشعب، التى استدعت دورها الوطنى وليس دورها السياسى، على أن القوات المسلحة كانت هى بنفسها أول من أعلن ولا تزال وسوف تظل بعيدة عن العمل السياسى"، بهذه الكلمات بدأ المشير عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع آنذاك، خطاب 3 يوليو الأشهر في تاريخ مصر والذى لبى نداء الشارع المصرى الذى تعالت صيحاته للتخلص من حكم جماعة الإخوان الفاشية.
انحياز الجيش للشعب شكل ملحمة وطنية تؤكد للجميع أن القوات المسلحة هي ملك للشعب ولا يمكن أن تنحاز لفئة أو طائفة، وأن ضميرها اليقظ ينحاز دائما لمصلحة الوطن والمواطن ولا ينحاز لأية جماعات فاشية ليعلن وزير الدفاع حينها عددا من القرارات الهامة والتاريخية أولها تعطيل العمل بالدستور بشكل مؤقت وثانيا يؤدى رئيس المحكمة الدستورية العليـا اليميـن أمام الجمعية العامة للمحكمة وثالثا إجراء انتخابات رئاسية مبكرة على أن يتولى رئيس المحكمة الدستورية العليا إدارة شئون البلاد خلال المرحلة الانتقالية لحين انتخاب رئيس جديد.
وضمت القرارات التاريخية، تشكيل حكومة كفاءات وطنية قوية وقادرة تتمتع بجميع الصلاحيات لإدارة المرحلة الحالية، وتشكيل لجنة تضم كافة الأطياف والخبرات لمراجعة التعديلات الدستورية المقترحة على الدستور الذى تم تعطيله مؤقتاً ومناشدة المحكمة الدستورية العليا لسرعة إقرار مشروع قانون انتخابات مجلس النواب والبدء فى إجراءات الإعداد للانتخابات البرلمانية، إلى جانب وضع ميثاق شرف إعلامى يكفل حرية الإعلام ويحقق القواعد المهنية والمصداقية والحيدة وإعلاء المصلحة العليا للوطن، واتخاذ الإجراءات التنفيذية لتمكين ودمج الشباب فى مؤسسات الدولة ليكون شريكاً فى القرار كمساعدين للوزراء والمحافظين ومواقع السلطة التنفيذية المختلفة، وكذلك تشكيل لجنة عليا للمصالحة الوطنية من شخصيات تتمتع بمصداقية وقبول لدى جميع النخب الوطنية وتمثل مختلف التوجهات.
وخلال الاحتفال بالذكرى الثامنة لخطاب 3 يوليو، لا يسعنا القول إلا أن ثورة 30 يونيو أنقذت مصر وخلصتها من جماعة فاشية وصلت إلى الحكم تحت ستار الدين، وحاولت أخونة الدولة وتقسيم الوطن إلى أن قال الشعب كلمته وانحاز لها الجيش ونجحت البلاد في الخلاص من الجماعة الفاشية وبدأت مصر عهدا جديدا من البناء والتعمير وصححت مسار بوصلتها نحو مصر الجديدة التى رفعت شعار تحيا مصر أولا وأخيرا والتف المصريون حول هذا الشعار وبنوا دولتهم من جديد.