برامج صناعة النجوم في القنوات الفضائية كانت أحد الأبواب الملكية التي انتشرت خلال السنوات الماضية وأصبحت طريقا نحو الشهرة بين الكثير من الشباب، وبالفعل ساعدت هذه البرامج البعض وتحديدًا الموهوبين في وضعهم على أولى خطوات المشوار الفني الصحيح، بينما لم يستمر البعض الآخر لأن هدفهم كان لإحداث ضجة وكسب الأموال من خلال تصويت الجماهير، وهو ما كنا نراه بعد انتهاء المسابقات الخاصة بتلك البرامج، حيث كان يظهر قليل من المشتركين فيها في عمل أو اثنين ومنهم من يستطيع أن يشق طريقه ويستمر والآخر يدخل بحر النسيان.
بكل تأكيد أن الترويج التجاري والإعلاني كان أحد أسباب نجاح هذه النوعية البرامج، كما أنهم كانوا يسعون في المقام الأول إلى الربح المادي، وهذا الأمر معروف للجميع ولا يعترض عليه أحد، لكن في الوقت ذاته هذ لا يمنع أن مثل هذه الأفكار جيدة لاكتشاف مواهب فنية حقيقية قائمة على أسس ومعايير سليمة، وذلك على عكس ما نراه حاليًا بعد دخول عوالم السوشيال ميديا واليوتيوب والشهرة السريعة التي يبحث عنها الشباب بفيديوهات خاصة يحصدون من خلالها ملايين الجنيهات بسبب نسب المشاهدة، كما معمول به، في الوقت الراهن، دون الاهتمام بالموهبة أو الذوق العام أو الأخلاق.
الهوس بالنجومية والثراء السريع أمر متعارف عليه في علم النفس، حيث إنه يعد مرضاً يصعب رصده خاصة في المجتمعات الغنية التي يكون فيها مثلا هؤلاء النجوم المثل الأعلى لمعجبيهم، لذا نجد برامج صناعة النجوم تلقى رواجاً هائلاً، ونرى حاليًا اللهث خلف إنشاء قنوات على اليوتيوب أو بث فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي لأنها في اعتقاد الشباب بأنها تعتبر أقصر الطرق لتحقيق الشهرة والنجومية التي تماثل شهرة نجومهم المفضلين أو على الأقل تسمح لهم بوجود لقاء ودي حتى لو كان عابراً بينهم، بالإضافة إلى هدفهم الأول كسب الأموال.
طبعًا، هذا الوضع بات آفة خطيرة جدًا في مجتمعنا، ولابد أن نجد لها حلولًا عاجلة للقضاء تلك الظاهرة من أجل إنقاذ أبنائنا قبل فوات الأوان، وحتى نعود مجددًا إلى تقديم مواهب حقيقية لها مستقبل باهر بشرط أن يكون الهدف هو مساعدتهم على تحقيق ذلك، وأن لا يتم التعامل معهم على أنهم مجرد سلعة تتحكم فيها الشركات الراعية والمنتجون الذين يصرون على التعاقد معهم بشكل احتكاري مما يتسبب في مشاكل كثيرة فيما بعد تؤدي إلى ضياع تلك الموهبة أدراج الرياح.