لا يكتمل نجاح أي أغنية إلا بكلمات بسيطة ومعبرة وقريبة من الجمهور بالإضافة للحن مميز ( يعلم في الأذن ) وتردده بلسانك بعد سماع الأغنية إضافة للتوزيع الذي هو خارطة طريق المطرب والملحن والآلات المصاحبة ويأتي في النهاية أداء المغني واحساسه .
والأغنية الشعبية طوال تاليخها تنجح بسرعة وتحقق انتشار مع الجمهور وتاريخ الأغاني المصرية الشعبية مر عليه عظماء بدء من كارم محمود ومحمد رشدي وعبدالعزيز محمود ومحمد قنديل ومرورا بعدوية ثم حكيم وأنا راي الشخصي أن أفضل مطرب شعبي حاليا هو مصطفي حجاج فهو من المغنيين الذين يعرفون كيف يختاروا أغانيهم بعناية ودائما أغانيه تعلم مع الجمهور بكلماتها وجملها .
طرح مصطفي مؤخرا أغنية جديدة بعنوان " والله ما ينفع ما تردش عليا " من كلمات وألحان عزيز الشافعي وتوزيع وميكس وماستر علي فتح الله ، تقول كلمات الأغنية : ( والله ما ينفع ما تردش عليا .. عيب انا مش صغير ايه المعامله ديه .. ان كان عالحلاوه غلبت البقلاوة.. وان كان عالغلاوه محدش بيك يتساوى .. بس العشم ال بينا بيطمعنا سنه .. مهما زعلت منا ميبقاش فيه عداوه ) الي آخر كلمات الأغنية التي تجد نفسك تردد كلماتها وكأنك سمعتها من قبل فجميعنا نستخدم في حياتنا اليومية هذه الجملة : ( والله ما ينفع ما تردش عليا ) ولكن عزيز الشافعي بعبقريته استطاع أن يقتنصها ويكمل عليها كلمات أخري وجمل بسيطة عامية نرددها واستخدم مفردات تناسب الاغاني الشعبية مثل الحلاوة والبقلاوة وغيرها من مفردات شعبية جدا وصنع منها كلها وحدة متكاملة لأغنية شعبية جميلة ، وأكد عزيز الشافعي نجاحه في كتابة الكلمات بلحن ورتم أيضا مميز وبسيط ولكنه البسيط الصعب الذي يدخل أذنك وعقلك ووجدانك بسهولة ، أما التوزيع الموسيقي فهو المحطة المهمة في تلك الأغنية وله دور كبير في نجاحها .
أما أداء مصطفي حجاج وصوته الشعبي الأصيل بطبقته التي وظفها الملحن عزيز الشافعي جاء في النهاية ليكمل عناصر نجاح الاغنية وسر نجاحها في بساطتها وقربها أكثر من واقع جمهورها وتفاعله معها خاصة أن الشاعر والملحن عزيز الشافعي انتقي كلمات من اللهجة اليومية المتداولة بين أفراد المجتمع بدون اسفاف ولا ابتذال أغاني المهرجانات ، وحتي تصوير الأغنية يظهر خلاله مصطفي حجاج بخفة ظل وشكل كاريكاتيري وأداء تمثيلي معبر عن الكلمات واللحن فمصطفي حجاج هو اكتر صوت شعبي معبر في الساحة حاليا وله بحة صوت وأداء متفرد .
أغنية " والله ما ينفع " في رايي هي نموذج رائد للأغاني الشعبية المحترمة التي نفتقدها في ظل موجة قوية من أغاني مهرجانات كلها ابتذال وألفاظ خارجة وركاكة ، وبعضها الآخر مسروقة من كلمات وألحان أغاني أخري ولكن بتصرف .