اليوم موعد مقالتى الثابتة التى أكتبها كل عام عن منح التفرغ، فقد أعلنت وزارة الثقافة، أمس، بشكل رسمى أسماء المستحقين لمنح تفرغ من الوزارة، لذا سوف أعيد طرح سؤال طرحته من قبل ولن أتوقف عن طرحه: أين تذهب مشاريع منح التفرغ؟
نقول ذلك الكلام لأنه يتكرر كل عام، هناك ما يقارب الـ 300 مشروع تم التأكد من جدواها واختلافها وتميزها فى جميع فنون الإبداع، وذلك يعنى، بدون تفكير من ناحيتنا، أنه فى نهاية السنة سوف نجد هذه المشاريع كاملة مكتملة وقد تم تسليمها إلى وزارة الثقافة، التى بالطبع سوف تستفيد منها وتطبعها وتقدمها للراغبين فى المعرفة، ثم تقيم معرضًا كبيرًا لعرض ومناقشة هذه المشاريع التى يشهدها عدد كبير من المثقفين والمهتمين للتعرف على الأفكار التى تبنتها وزارة الثقافة.
لذا أواصل طلبى من الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، بوضع استراتيجية جديدة مختلفة عن السنوات السابقة، على أن يكون أول بنودها هو التحكيم الجيد للأفكار المقدمة، واختيار المتميز منها بجد، والذى يمكن تحقيقه، كذلك متابعة التزام من يعمل على فكرته ويخدمها، والتعرف على من يعتبرها "سبوبة" فينصب ويأخذ أموال الدولة بالباطل ولا يقدم شيئًا، وفى هذه الحالة يعتبر من يفعل ذلك مدينًا للدولة، وعليه إعادة النقود التى حصل عليها، كذلك على الوزارة أن تمنح المشروعات المميزة فى النهاية جوائز، وأن تلقى الضوء عليها، ولا مانع من إقامة جائزة عن أفضل عمل تم تقديمه، على أن يعلن عن هذه الجائزة مع جوائز الدولة فى كل عام، والبند الأهم فى هذه الاستراتيجية هو تخصيص ميزانية لنشر ما يتم إنتاجه من الأفكار فى سلسلة تصدر عن "الأعلى للثقافة"، ويتم الإعلان عنها بطريقة جيدة.