اتهامات كثيرة نالت بعض نجوم الكرة المصرية بالتفويت في المباريات لصالح الفرق الأخرى والتي كان آخرها اتهام عماد النحاس المدير الفني للمقاولون العرب بتفويت مباراة ذئاب الجبل لصالح النادي الأهلي، وهى دائما اتهامات باطلة إلا القليل منها والتي اعترف أطرافها بعد سنوات عديدة من تاريخ المباراة، ولكن الجديد أصبح مصطلح التفويف شائع بين مقدمى البرامج الرياضية لركوب التريند وهذه هي الخطورة الحقيقية على مستقبل الكرة المصرية، ويزيد التعصب الكروى خاصة فى زمن السوشيال ميديا.
لا أعتقد أنه يوجد مدرب في العالم يستطيع أن يقوم بتفويت أي مباراة حتى وإن كانت أمام فريقه الذى مثل تيشرته لسنوات طويلة لأنه إذا فعل ذلك يكون بمثابة انتحار كروى له، لأن أي مدرب يعلم جيدا أنه إذا فعل ذلك سيؤثر على مسيرته التدريبية وإذا ثبت ذلك فلن يجد أي نادى يتعاقد معه مرة أخرى وبذلك يكون قد أنهى مسيرته الكروية بيده.
يا سادة، الجميع يعلم أن الاتهامات الباطلة التي يستخدمها بعض مقدمى ومحللى البرامج الرياضية هي السبب الرئيسى في التعصب الكروى، هذا التعصب الذى سوف يؤثر على مستقبل الكرة المصرية بالسلب، لأنه في بعض الأحيان يصل إلى اللاعبين أنفسهم وحينما يتجمعون في معسكر للمنتخب يظهر عليهم بشدة بل ويؤثر على أدائهم في مباريات المنتخب، والسبب الرئيسى وراء هذه القضية، أن معظم العاملين في البرامج الرياضية غير مؤهلين، والكل يعمل تحت شعار البحث عن التريند، وهذا أمر يتسبب فى فضائح وكوارث سنظل نعانى من آثارها لسنوات قادمة.
لذلك أصبح التعصب الكروى سمة العصر فى زمن السوشيال ميديا، وعلينا أن نعترف أن الوسط الرياضى أًصبح مريضا بالتعصب، ويجب أن نعترف أيضا أن محللى الفضائيات ومقدمى البرامج الرياضية للأسف هم سبب رئيسى من أسباب التعصب الكروى التى تعانى منها الجماهير خلال الآونة الأخيرة، وتحديدًا على ساحات السوشيال ميديا، بل وأصبح محللى البرامج الرياضية تأثيرهم السلبى دافع رئيسى لدى الجماهير للقيام بأعمال الشغب ومزيد من التعصب الذى وصل فى بعض الأحيان إلى تبادل السباب بين الجماهير واللاعبين والإعلاميين، وأصبحت ظاهرة يجب التوقف عندها لإعادة الأمور فى مسارها الصحيح.
والكل يعلم أن البرامج الرياضية هى المتهم الأول فى هذه القضية، خصوصًا أن معظم العاملين فيها غير مؤهلين من الأساس والمصالح والأهواء الشخصية هى المتحكم الرئيسى فيها، فالكل يعمل تحت شعار "السبق الإعلامى"، وهو يا سادة ما نراه من العنف اللفظى بين الجماهير على ساحات السوشيال ميديا، ما هو إلا نتاج لما يفعله معظم مقدمى البرامج الرياضية بما يتنافى مع أهم مبادئ الإعلام وهى الحياد من دفعهم لتأييد مواقف محددة والتى يتأثر بها الجماهير، وللأسف تحولت معظم البرامج الرياضية إلى خطر حقيقى.
وهنا لابد أن نعترف أن الأمر يحتاج وقفة حقيقية لمعالجة هذه الظاهرة السلبية، ويجب أن يعى مقدمى البرامج الرياضية أنهم قدوة للشباب، وأن مهمتهم حث الشباب على الأخلاق والمنافسة فى إطار الروح الرياضية السليمة، لذلك يجب على الإعلام أن يقوم بدوره الحقيقى فى توعية الجماهير، لأنه يقع عليه المسئولية الأكبر فى هذا الشأن، ولابد على القنوات الفضائية ألا تندرج خلف شائعات مواقع التواصل الاجتماعى والانسياق خلف ركوب التريند، وعدم إبراز الأشياء التى تستهدف زيادة التعصب بين جماهير القطبين، ويجب عليهم التركيز على تغليب الروح الرياضية بين الجميع على الساحة الكروية، كما يجب أن يعى مقدمو البرامج الرياضية أنهم قدوة للشباب، وأن مهمتهم حث الشباب على الأخلاق الرياضية.
وفى النهاية.. أطالب بأن يكون العاملين بالبرامج الرياضية مؤهلين لذلك حتى يكونوا مسئولين عن أقوالهم وأفعالهم التي تعتبرها الجماهير قدوة، بدلا من البحث عن الشهرة الزائفة على حساب التعصب الذى سيؤدى مع مرور الوقت لانهيار المنظومة الكروية فى مصر، ويجب على قادة الرأى فى مصر وعقلاء المجتمع ورموزه طرح مبادرة لنبذ التعصب لإنهاء حالة الاحتقان الكروى بالحوار الهادئ المتزن والتقريب بين وجهات النظر خاصة بين الأندية الشعبية.