يأتى علينا عيد الأضحى المبارك وما زالت جائحة كورونا تخيم على العالم وسكانه، وتلقى بظلالها على مفاصل حياة البشر وتصرفاتهم، ليواصل الناس العيش ومطلوب منهم تحقيق التباعد الاجتماعى ومواصلة الاحتراز والاحتراس أثناء ممارسة طقوس يحبون فعلها فى الأعياد كالزيارات العائلية والتجمعات الاجتماعية والتنزهات.
لنصبح جميعا، أمام خيار لا مفر منه، أن نستقبل عيدنا الأضحى ويوم عرفة ببسمة الاشتياق والفرحة مهما كانت الظروف وقسوتها، تحقيقاً لشعيرة من شعائر الإسلام تتجلى فيها مظاهر العبودية لله رب العالمين، وتظهر فيها معانٍ اجتماعية وإنسانية عظيمة، وتتألف فيها القلوب وتتفادى الأرواح وخاصة أننا فى أمس الحاجة إلى أن يكشف الله عنا هذه الغمة وهذا الوباء.
لذا، فإن العيد فرحة لا تقتلوها.. نعم نحتفل وأعيننا على حماية النفس والأنفس من هذا الوباء والبلاء، حتى لا نفقد عزيزا أو حبيبا، أو تتحول الفرحة إلى هم وحزن، بل علينا أيضا الاحتفال بعيدنا وبيوم وقفة عرفة وسلوكياتنا تكون وفق مبادئنا وقيمنا، لأنه لا يجوز أن تُشرع الأعياد لتكون مناسبات فارغة من الدلالات الأخلاقية والإنسانية، فنحن في يوم الفرَح والصَّفاء، ويوم المكافأة من ربِّ السماء للنبيَّيْن الكريمَيْن إبراهيم الخليل وإسماعيل صاحبى الفضل والعَطاء على البشرية أجمع.
نعم يجب أن نحتفل بعيدنا وبوقف عرفة، بعيدا عن مظاهر السفه والترف، وإنفاق المال فى غير موضعه، بل علينا أن نمد الموائد، ونعظم شعيرة الحج، وندخل السرور والسعادة على أهلنا والأصدقاء، مع ضرورة وأهمية التوسعة على أهل البيت وإطعام المساكين والمحتاجين وصلة الأرحام والأقارب، وفعل الخيرات حتى تتساقط الذنوب.
وختاما، نقول، يجب أن تتجلى فى العيد السلوكيات الطيبة والأخلاق الحميدة، فنسارع إلى تبادل التهانى مستخدمين كافة وسائل التواصل وما أكثرها اليوم، ويتصالح المتخاصمون، وتزول الأحقاد من النفوس، ونحرص على تتجدّد العلاقات الإنسانية وتقوية الروابط الاجتماعية، والقيم الأخلاقية حتى تعلو قيمة التآخى والتعاون والبذل والعطاء، والجود والكرم، والتراحم والتعاطف، لتعم فى النهاية فرحتنا بعيدنا المبارك ليرضى الله عنا، ويرفع هذا الوباء والغمة وننال مكافآته وجائزة السماء بالرضا والقبول..