حكاية غريبة جدا حدثت منذ 52 عاما شغلت العالم كله ولا تزال، وذلك عندما تحرك رائد الفضاء الشهير نيل أرمسترونج خطوات واضحة على سطح القمر فى سنة 1969 ليس ذلك فقط بل نصب العلم الأمريكى على هناك، وبذلك سجلت أمريكا نقطة لصالحها فى الحرب الباردة ضد الاتحاد السوفيتى الذى تداعى بعد ذلك بسنوات.
ومع مرور هذه السنوات التى تجاوزت نصف قرن لا تزال هذه القصة تثير الجدل، ويشكك فيها البعض، ذاهبين إلى أنها وقعت فى صحراء نيفادا ولم تحدث على القمر، وأن مؤسسات أمريكية كبرى اشتركت فى هذه الكذبة، ولكننى عادة أنظر إلى هذا الحادثة بشكل مختلف.
أول ما يلفت انتباهى أن الصراع بين أمريكا والاتحاد السوفيتى كان تقريبا فى كل الاتجاهات في المجالات كلها، حيث نجد دعمًا لدول وأقليات وإشعالا لحروب داخلية وحملات تجسس وتشويه سمعة ونجد علما أيضا، نعم كان للعلم جانب كبير فى هذا الصراع الكبير، فمن يحكم العالم يجب أن يملك جامعات كبرى ومراكز أبحاث على أعلى مستوى، ويجب أن يكون هناك منجز، والمعروف أن الاتحاد السوفيتى قد تحرك ناحية الفضاء بصورة أسرع، لذا كانت أمريكا بحاجة إلى ضربة كبرى وعلامة أساسية فكان إعلان الهبوط على سطح القمر.
الأمر الأخر الذى أفكر فيه فى هذه القصة يتعلق بكون المؤسسات الأمريكية اتفقت جميعها على أن هذا الهبوط الكبير على سطح القمر نقلة حضارية فى تاريخ الأمة الأمريكية، لذا اتفق الجميع على أنها حقيقة، ولم يشككوا فيها، ولم تقم مؤسسة قديمة أو حديثة بالتشكيك في الحدث، لأن الجميع يعرف أن التشكيك فى قصة مثل هذه القصة سيكون بمثابة سقطة من حالق، سقطة من القمر بالفعل.