لا تزال أفريقيا حزينة تعانى، تخيلوا منطقة يفكر أبناؤها فى الفرار منها، يحلمون أن يغادروها، وأن يجدوا فرصة أخرى فى مكان بعيد، حيث لا أهل هناك ولا لغة ولا ماضى ولا تراث، فكرت فى كل ذلك وأنا أتابع قصة اللاعب الأوغندى جوليوس سيكيتوليكو.
عندما وصلت البعثة الأوغندية قادمة من أفريقيا كان الرباع جوليوس سيكيتوليكو، لديه أفكار أخرى بعيدة عن أولمبياد طوكيو، لقد كان يفكر فى الفرار، وهو ما حدث إذ غادر فندق إيزوميسانو فى المنطقة التى ينزل بها الوفد الأوغندى، تاركا ورقة كشف فيها عن رغبته فى البقاء باليابان والعمل بها للتخلص من صعوبة الحياة فى بلاده، على حد قوله.
وطبعا انتهى الأمر إلى أن سفارة أوغندا فى اليابان أعلنت العثور على الرباع جوليوس سيكيتوليكو، وسيتم ترحيله فورا إلى أوغندا.
الأمر بالنسبة إلىَّ ليس مجرد خبر يحدث فى الأولمبياد، يؤكد الكثيرون أنه يحدث كثيرا فى المحافل الرياضية، إنه يتجاوز ذلك، إنه دلالة خطيرة على أن عالمنا الأفريقى لم يستطع بعد كل هذه السنوات الطويلة أن يحقق لأبنائه ما يريدون، حتى أنهم يفكرون فى الفرار.
لقد اعتاد الغرب والشرق أن يأخذ منا كل شىء، كان يفعل ذلك بالقوة والعنف فى زمن الاحتلال المباشر ثم صار يفعل ذلك باسم التقدم والعلم والشركات الدولية والفرص المتاحة والأحلام المحققة، وها قد وصلنا إلى مرحلة أخطر حين نفكر نحن فى الفرار.
أساليب كثيرة لكن النتيجة لا تتغير كثيرا، إنها استنزاف لكل مناطق القوة التى نملكها، نحن لا نملك سوى أبنائنا فهم القادرون على الخروج بنا إلى عالم أفضل، وإلى متسع من الحياة الجميلة.