ستظل السياحة الداخلية خلال الوقت الراهن الأساس في حياة الفنادق والقرى والمنتجعات السياحية في أغلب المدن المصرية، مثل شرم الشيخ والغردقة والعين السخنة والإسكندرية والساحل الشمالى، والأقصر وأسوان وغيرها، خاصة مع اختلاف توقيت موجات الذروة لفيروس كورونا بين دول العالم، حيث تعيش أوروبا فترة الذروة بينما نعيش نحن فترة هدنة مع الفيروس، والعكس سيحدث خلال بضعة أشهر، الأمر الذى يجعل عودة السياحة الأوروبية لمصر في الوقت الحالي مرهون بتراجع حدة هذه الموجات سواء في مصر أو خارجها، ويؤكد ضرورة الاهتمام بالسياحة الداخلية كمصدر أساسي ورئيسي لبقاء قطاع السياحة على قيد الحياة.
السياحة الداخلية تستحق الاهتمام من جانب المسئولين عن هذا القطاع الحيوي، بالتزامن مع فصل الصيف، الذى تتمتع فيه الفنادق بنسب إشغالات ممتازة بسبب السائح المحلى، الذى صارت إجازاته الصيفية مرتبطة بصورة مباشرة بالمنتجعات السياحية والمدن الترفيهية التي تقدم خدمات فندقية متكاملة، إلا أن ثقافة التعامل مع هذا السائح مازالت قاصرة وتحتاج إلى المزيد من التوعية والتدريب.
للأسف مازالت الفنادق تفرق بين السائح المصرى والأجنبى في نوعية الخدمة، وهذه ظاهرة لا يمكن أن تجدها في أي دولة بالعالم، فالنزيل أو "الجيست"، يجب ان يحظى بنفس درجة الاهتمام، ويحصل على الخدمات والمزايا وفقاً لمواصفات الحجز التي تعاقد عليها مع الفندق، فالكل يحصل على نفس المعاملة مادام يدفع مقابل الخدمة، بينما الحالة المصرية تختلف كثيراً، حيث يتم تمييز النزيل الأجنبي بـ " أساور" ألوانها مختلفة عن المصرى، حتى يوفر له العاملون رعاية ومعاملة مختلفة.
المشكلة في الاهتمام بالسياحة الداخلية لا ترتبط بحجم الإنفاق أو ما يدفعه "الزبون"، فالسائح المصرى يدفع ضعف الأجنبي، خاصة أن الأخير يحصل على الليلة مقابل 25 او 30 دولاراً في فنادق 5 نجوم، بينما يدفع المصرى ما يعادل 80 أو 100 دولار، فالسائح الأجنبي يأتي ضمن برنامج زيارة محدد من خلال منظمى الرحلات في مختلف دول العالم، وهؤلاء غالباً ما يشترون عدد كبير من الغرف داخل الفنادق لمواسم كاملة مقابل نسب تخفيضات 60 و 70% عن الأسعار المعلنة.
الترحيب بالسائح الأجنبي وتقديم العروض والخصومات له أمر محمود ونشجع عليه، بل ونحتاجه لدعم هذه الصناعة الهامة، التي تعتبر أحد الروافد المهمة في الدخل القومى المصرى، لكن أيضاً يجب الاهتمام بالسياحة الداخلية، وتقديم برامج وعروض مناسبة تتوافق معها، على رأسها تدريب العمالة وتوفير درجات الرفاهية المناسبة لهذا النوع من السياحة، حتى لا يتم استقطابه في دول أوروبا الشرقية أو جنوب آسيا، التي باتت أسعارها لا تختلف كثيراً عن شرم الشيخ أو الغردقة، لذلك يجب نشر الوعى بالصورة الكافية بأهمية السياحة الداخلية، وكما تروج وزارة السياحة لنشاطها في الخارج عليها أن تقوم بنفس الفعل في الداخل وتسوق للمقاصد السياحية المتنوعة في هذا البلد الكبير، الذى يزيد سكانه عن الـ 100 مليون نسمة.