جميعنا شاهد فيديو الرئيس عبد الفتاح السيسى وهو يقود دراجته وسط عدد من المواطنين ويستمع إلى مطالب أحد المجندين، وكان الحوار لا يختلف تمامًا عن الحوارات التى تدور بين الآباء مع أبنائهم عند الحديث عن مستقبلهم وما يخططون له حتى يحققوا حلمهم.
ما دار بين الرئيس الإنسان والمجند ليس مجرد حوار عادى، بل يحتوى العديد من المعانى السامية التى ينقل بها الآباء الخبرة إلى أبنائهم، حتى يستطيعوا خوض مشوارهم نحو مستقبل أكبر، ما شاهدته في حوار الرئيس مع المجند هو ما كان يدور بيني وبين أبي في كثير من الأحيان، فعندما كنت أقول له: "نفسي أغمض عيني وأفتحها ألقى نفسي باشتغل في وظيفة مرموقة" كان يرد أبي ويقول: "يجب أن تبذل مجهودًا حتى تحقق ما تتمناه، فلا أحد يستطيع تحقيق هدفه وهو جالس في مكانه، فعلينا السعي وربك يرزق بالخير".
من منا لم يدُر بينه وبين أبيه هذا الحديث، فجميعنا كنا نريد الفانوس السحري لتحقيق الأحلام بمنتهى السرعة دون عناء ومشقة، نريد الغنى دون العمل، فكل ذلك ليس تهاونًا ولا استهتارًا، لكنه سمت الفترة الشبابية، عندما كان الشاب يشغل نفسه بعمل مشروع كبير لجني الربح، ويخطط للمشروع ويبدأ في حساب الأرباح وماذا يفعل بها، لكنه في نهاية الأمر لا يملك رأس المال الذى سيشترى به أدوات المشروع حتى يحقق ما يتمناه، فكلنا كنا نحلم ولا نرى إلا نهاية الحلم فقط، ليأتى دور الآباء فى تلك اللحظة لكشف الرؤية لعيوننا ويدلوننا على بداية الطريق وهو العمل وبذل الجهد وصعود السلم من أولى درجاته، حتى تصل إلى قمة النجاح.
فما دار بين الرئيس عبد الفتاح السيسى وبين المجند كشف العديد من الرسائل المهمة والخبرة للشباب فى مقتبل العمر، وقدم العديد من النصائح، وأولاها التواضع مهما وصلت إلى أعلى المناصب، فرأينا كيف يتحدث رئيس جمهورية مع مواطن بسيط، وألا تقول إن الظروف صعبة لأن ذلك سيصعب عليك حياتك فلا تستطيع أن تحقق شيئًا وأنت بلا عزيمة، ولا تقول: "الناس الأقوياء مابيخلوش الصغير يكبر"، لأن ذلك لا يجعلك حتى تخوض المحاولة في تحقيق حلمك، فيكسر عزيمتك قبل أن تبدأ"، وإذا كنت تملك مشروعًا صغيرًا لا تتركه بحجة أن هناك كبارًا يأكلون السوق، فعليك أن تعمل وتجتهد ولا تنام فى سبيل العمل على توسيع مشروعك وتحقيق مستقبل وحياه أفضل.
الحوار بين الرئيس عبد الفتاح السيسى والمجند هو خلاصة الحياة والروشتة الحقيقية لمستقبل جميع الشباب وأسلوب الذين يريدون أن ترفع راية مصر بين الدول المتقدمة، فمن يعمل يلقى الخير ومن جد وجد، وتذكر أن الله عز وجل دعا الناس إلى العمل وحثهم على أن يكونوا إيجابيين وكره إليهم الحياة السلبية، وأن يتمتعوا بالنشاط والجد حتى يفيدوا مجتمعهم ويستفيدوا أيضًا مما عملوا، فالحوار الذى دار بين الرئيس والمجند هو مفتاح الحياة لكل من يملك حلمًا أن يجري وراء تحقيقه بالجهد والاجتهاد والعمل الصالح والتوفيق من الله عز وجل.. حفظ الله مصر ورئيسها.. تحيا مصر